تكشف الأزمة الناشبة بين الممثلة آثار الحكيم وزميلها رامز جلال عن أخطر ما ينتجه الفن من سوء الخلق حينما يحيد عن أهدافه الأصلية، قد نتساءل أحيانا ما الفائدة من وراء برنامج سخيف كهذا يعتمد على بث الفزع فى قلوب الناس والاستمتاع بردود أفعال بعضها يبدو حقيقيا، ويكشف عن أسوأ مراحل الضعف الإنسانى المتمثل فى نظرة الواقف على حافة الموت رعبا؟
كلاهما، رامز وآثار، لا يدرك أين تكمن المشكلة الحقيقية، رامز استهوته تلك المقالب التافهة التى يجريها على زملائه من الفنانين، دون أن يسأل نفسه لمرة واحدة، ما الذى يجعل الناس يشاهدون برنامجه بهذا الشغف، لا يدرك أنه شغف المتعطشين للتشفى من الفنانين الذين يعتبرونهم صفوة المجتمع بالشهرة والثراء والحياة السهلة، الأمر ينطوى على سادية إذن، هل سيستطيع رامز جلال أن يتحمل مسؤولية زرع هذه السادية وتنميتها فى نفوس البسطاء من المصريين لتزيد معتلو الأخلاق سوءا، أم أنه سيظل يدافع عن برنامجه بأنه للمتعة فقط؟
المشكلة الثانية التى يثيرها جلال رامز فى معركته مع زميلته، أنه لجأ لأسلوب أقرب لطريقة «الشرشحة» بنقل الأمر إلى خانة الخلاف المادى، وهو بطريقته هذه يجسد الصورة الذهنية لدى بعض الناس عن مجتمع الفنانين، باعتبارهم مجموعة من المستهترين جامعى الثروات يتنازلون عن أى شىء مقابل المال، ولعل هذه الصورة هى ما يدفع الناس للضحك على أى مقلب يهين الفنان حتى لو آذاه نفسيا، آثار الحكيم أخطأت فى كل شىء بدءا من «الفصال» فى أجر الحلقة، مرورا بخداعها للناس وإخفاء مسألة الأجر فى تعاطيها للمشكلة، حتى صورت الأمر وكأنها ممثلة جادة ترفض أن يحدث معها هذا الهزل، كان أولى بها أن تشغل نفسها وتشغل الناس بعمل فنى أكثر أهمية وجدية بدلا من أن تشغلهم بـ«خناقة حوارى» تحاول أن تقنعنا بأنها تدافع فيها عن كرامة الفنانين.
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو العربى
عيب عليك