وما أكثر المتحرشون بمصر داخليًا وخارجيًا، لقد تجسدت أمام عينى مصر فى شكل السيدة والأم المصرية التى فتكت بها أيادى الغدر والخسة عامدة متعمدة !
للأسف الشديد فإن هذا المشهد المروع أن تأملناه ببعض العمق، سنجده مثالًا مصغرًا عما ينال مصر بأكملها من تحرش المتحرشين الذين يبغونها عِوجا، ولن يهدأ لهم بال إلا بعد أن تسقط أمام أعينهم فريسة تقتسمها أيادى الطامعين.
فإذا ما تحدثنا عن متحرشى الخارج ممن يعتبرون أنفسهم سادة العالم ورعاته، سنجد أن ما تخطته مصر من محن عصيبة، وما نجت منه من فخاخ عميقة بفضل الله وشعبها وجيشها، لا يلقى ترحابًا من هؤلاء الذين ظنوا أن مخططاتهم ماضية فى التحقق واحدًا تلو الآخر، ولم يجدوا فى سبيل ذلك حجر عثرة إلا فى مصر.
أما المتحرشون باسم الجهاد والإسلام، فهؤلاء الخونة مسلوبوا العقول والضمائر توهموا مثلما توهم من أطلق سراحهم ودفع بهم لتخريب وتفتيت المنطقة بأكملها، بأن ما تمكنوا من تحقيقه من دمار وانتهاك للعراق وسوريا وليبيا والسودان وأفغانستان من قبلهم، يمكن أن يتم تتويجه بفتح مصر.
ولكن ليس بغريب على الجهال الذين لم يقرأوا التاريخ ولا حتى القرآن الذى يتاجرون باسمه، أن لا يحسنوا التقدير، ويضعون الأمور فى نصابها الصحيح، فمصر التى قهرت ودحرت كل غاز وطامع منذ فجر التاريخ بداية من الهكسوس وحتى الإنجليز، ثم مؤخرًا الإخوان المجرمين، لم ولن تترك أية فرصة لأيادى العابثين المتحرشين لانتهاكها.
و لكن إن تحرشت أمريكا وأوروبا وإسرائيل وقطر وغيرها من الغرباء بمصر، فكلٌ له أسبابه ومطامعه وسياساته الخاصة التى تجعل من مصر تحديدًا الكعكة التى فى يد اليتيم.
أما أن تطاول الأبناء على وطنهم وسولت لهم أنفسهم أن يتحرشوا به تحت أى مغريات، فلا يقل هذا الجرم البشع عن زنا المحارم،
فيا أيها المتحرشون، يا من توحدت أهدافكم الدنيئة على انتهاك والتحرش بمصر " كفوا أيديكم اللعينة عنها، فمصر دائمًا وأبدًا مُصانة العِرض".