إسراء أحمد فؤاد

داعش والفتنة الكبرى

الجمعة، 27 يونيو 2014 08:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نتفق جميعا أن ما يحدث فى العالم الإسلامى لاسيما الشرق الأوسط من أحداث لإغراق المنطقة فى ظلام دامس وبحر دماء، تصب فى صالح "أمن إسرائيل" وانشغال العالم عن القضية الفلسطينية، منذ أن وقعت ثورات الربيع العربى تصور البعض أن الديمقراطية ستزور العالم العربى، وتحول الربيع إلى خريف قاس فى سوريا وحربا ضروس مع الجماعات الإرهابية والتكفيريين أتخيل الآن إسرائيل وهى تصفق وأمريكا تضحك "ضحكة خبيثة" وفى نفس الوقت وترعى الجماعات الإرهابية التى أطلقت لجامها فى العراق رغم تنصلها وإعلان وزير خارجيتها كيرى فى القاهرة أن بلاده لم تكن مسئولة عما حدث فى العراق وليبيا (من تقسيمات).

الخريطة التى رسمتها الجماعة الإرهابية المسماة بـ"داعش" بدولتها الإسلامية فى العراق والشام زحفت فيها على الكويت والأردن ولم تمس تل أبيب وكأنها موجهة بعدم المساس بأمن إسرائيل وأراضيها المزعومة، وبدأ يظهر تدريجيا الوجه القبيح للجماعات التى تطلق على نفسها إسلامية والتى أدارت ظهرها لأعداءها الحقيقيين ورفعت سلاحها فى وجه شعوبها وجيوشها كما تفعل داعش فى العراق والقاعدة فى أفغانستان، وليست من باب الصدفة أيضا أن تنشر صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالا للمحلل السياسى روبرت رايت فى سبتمبر العام الماضى تحدثت فيه عن سيناريو تقسيم 5 دول خليجية وليبيا إلى 14 دويلة بفعل نزاعات طائفية وسياسية.

والأهم من كل هذا "الفتنة الكبرى" التى ستحدثها هذه الجماعات، لن تتوقف حدود تقسيم الدول إلى دويلات صغيرة على أساس دينى ومذهبى، بل ستمتد إلى إشعال فتنة كبرى بين اتباعها، فالحرب القادمة لن تكون حربا بين المسلمين وأعدائهم بل سيكون بين المسلمين وأنفسهم حربا طائفية ربما تكون سنية شيعية أو كردية، افتعلتها هذه الجماعات الإرهابية والتى اتخذت من شعاراتها المغلفة بوجهة سياسية منحا طائفيا لتعثوا فى الأرض فسادا وتقسم سوريا التى نادى شعبها فى بداية ثورته بالحرية إلى دويلات سنية وشيعية وكردية والعراق وليبيا التى لحقت فى ركاب التقسيمات، تلك الحرب لن تبقى ولا تذر ستحرق الأخضر واليابس يقودها المتطرفون، وأتذكر قول الأستاذ أحمد المسلمانى "لو أن كل العالم صار عدوًا للمسلمين، لكانَ أَهْوَن كثيرًا من أن يكون المسلمون بعضُهم لبعضٍ عدوا".

وسط كل هذا على مصر أن تحتاط من سعى أطراف إقليمية وحليفة للزج بها فى هذه الأزمات وتظهر استقلالها الحقيقى، ليس هذا فحسب بل على الأزهر الشريف قلعة الإسلام الحصينة لعب دوره فى الحرب القادمة لدرء الفتنة بنشر التعاليم الإسلامية الوسطية السمحة التى غابت عندما غاب دور الأزهر وحلت محلها التكفير والتطرف، حفظ الله مصر وشعبها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة