شهر رمضان المبارك شهر المغفرة والعتق من النار لمن صام وصلى بجسده وبقلبه وبروحه. والصيام عبادة سماوية ملائكية يتشبه بها العبد بعالم السماء، فمن المعروف أن الملائكة لا تأكل ولا تشرب ولا تعصى الله ما أمرهم. فالصائم يفر إلى ربه بصيامه راجيا من الله العلى القدير أن يقبل صيامه فينال المغفرة والقرب منه سبحانه وتعالى.
شهر رمضان عبادة عامة فرضت على الأمة، وهى ركن من أركان الإسلام، فهى أيضا عبادة خاصة بين قلب العبد وربه سبحانه وتعالى. ومن أدى هذه الفريضة بصدق وقام ليل رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، وأيضا من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر ذنبه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادى مناد يا باغى الخير أقبل ويا باغى الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة».
ورمضان هو شهر صباحه الصيام عن الطعام والشراب وعن كل المفطرات من بينها العلاقة الزوجية وعن الذنوب العلنية والخفية ومساؤه أيضا الصيام عن كل المفطرات والذنوب والمعاصى بكل صورها الظاهرة والباطنة مع السماح لعبد بالطعام والشراب دون إسراف أو مغالاة. إنه شهر يتدرب فيه العبد على الطاعة الكاملة فى نهاره وليله يتأهل فيه لدخول الجنة وليعود العبد بعده صفحة بيضاء نقية ويتسامح الناس ويغفروا لبعضهم البعض ويتحابوا ويتعاونوا على كل ما هو خير.