عرفت مسؤولاً سابقاً فى عهد مبارك، ظهرت عليه فجأة حمى الاهتمام بأفريقيا وقت عمله، وكانت أدواته فى التواصل مع المسؤولين الأفارقة حسب ما سمعته منه، دعوتهم لزيارة مصر وإكرامهم وتحميلهم بالهدايا، قائلاً: «دى أقل حاجة بترضيهم»، كان هذا ينم عن جهل كبير، وتبسيط مخل بطبيعة العلاقات بين الدول، وعدم دراية بالتحولات التى تحدث فى القارة، وكان أبسط دليل على ذلك أنه لم يقرأ كتاباً عن أفريقيا، ولا يعرف مثلا أسماء مصرية كان لها باع كبير فى القارة مثل محمد فايق الذى كان مسؤولاً عن ملف القارة فى عهد جمال عبدالناصر، وتاريخه مشهود فى تبنى مصر لحركات التحرر الأفريقية.
كانت رؤية «المسؤول» تأتى من قلب رؤية نظام مبارك كله لعلاقات مصر مع أفريقيا، وبالطبع كانت رؤية مشوهة، وتسير باستعلاء كبير على دول القارة، وكأنها ليست ظهيرنا الأمنى، ولا يأتى منها مياه النيل إلينا، وأدى ذلك إلى ترك القارة لعبث إسرائيل، ونفوذ يتزايد لإيران.
ذهب مبارك، وجاء مرسى الذى لم يأت بجديد، بل تعامل باستخفاف يصل إلى حد «العبط» مع قضية سد النهضة مما زاد الأمور تعقيداً، وكانت نظرته فى التعامل مع دولة مثل السودان تعامل «حلفاء الجماعة» وليس «حلفاء مصر».
فى جولته الأفريقية الأخيرة، بدا هذا الميراث حاضراً فى ذهن الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأنه قرأ الملف جيداً، وأهم ما فيه، أن التعاون المشترك وفقاً لأسس احترام الحوار وإرادة شعوب المنطقة هو المفتاح الطبيعى لاستعادة القارة لمصر، واستعادة مصر لها.
كانت زيارة «الرئيس» لمقر شركة المقاولون العرب فى غينيا الاستوائية، ومشاهدته لحجم الإنجازات التى قامت بها الشركة من بناء مدينة متكاملة بالقرب من العاصمة «مالايو»، شاهداً على طبيعة وإمكانيات تعاون مصر مع دول القارة، وكيفية التواجد فيها، شىء يذكرنا بشركة النصر للاستيراد والتصدير التى أنشأتها مصر فى نهاية الخمسينيات من القرن الماضى أيام عز مصر الأفريقى، وكان لها صولات وجولات عظيمة ربطت مصر وأفريقيا.
كانت شركة «النصر» التى ألغاها السادات جانبا اقتصاديا فى التعامل مع القارة، لكنه كان محمولاً على «سيارة الفعل السياسى»، وهو ما تحتاج إليه مصر حالياً، فالمعاملات الاقتصادية تابعة للتعاملات السياسية، وبناء على هذه القاعدة تأتى أهمية كلمة «السيسى» أمام اجتماع قادة «الاتحاد الأفريقى»، والبيان الصادر عن لقاء «الرئيس» برئيس وزراء إثيوبيا حول أزمة «سد النهضة»، ثم لقاء الرئيس بنظيره السودانى عمر البشير، وقبلهم اللقاء الذى جمعه بالرئيس الجزائرى «عبدالعزيز بوتفليقة».
تحتاج مصر فى تحركها الجديد إلى «إيمان مطلق» بأن ما يربطنا بأفريقيا هو بوابة لتعاملنا مع الآخرين، لو أدارت مصر ملفها الأفريقى بتقدير كبير، ورؤية تشتمل على جانب من الروح التى تتجلى فى حالة «المقاولون العرب» فى غينيا الاستوائية، ولن يتم ذلك إلا بفرز كوادر قادرة ليس على طريقة «المسؤول فى زمن مبارك» الذى ظن أنه قادر على النفاذ إلى قلب «القارة السمراء» بتحميل المسؤولين الأفارقة بـ«شوية هدايا».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد مـتولـى
☜ إيـه إللى يثبـت إن الرشــاوى كانت بتوصـل لزعمــاء أفريقـيا ☞
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس استشاري/فرج حموده - إثيوبيا
كلكم تسلطون الضوء على وقع أقدام الرئيس ولا تعرفون من يعمل في صمت -لكم عذركم لكن ليس للابد
عدد الردود 0
بواسطة:
سلامه الداوودى
حتى الان اعجز عن تخيل ان العياط كان رئيس مصر
صععععععععععععب.....طب ازاااااااااااااااااى
عدد الردود 0
بواسطة:
سلامه الداوودى
حتى الان اعجز عن تخيل ان العياط كان رئيس مصر
صععععععععععععب.....طب ازاااااااااااااااااى
عدد الردود 0
بواسطة:
سلامه الداوودى
حتى الان اعجز عن تخيل ان العياط كان رئيس مصر
صععععععععععععب.....طب ازاااااااااااااااااى
عدد الردود 0
بواسطة:
سلامه الداوودى
حتى الان اعجز عن تخيل ان العياط كان رئيس مصر
صععععععععععععب.....طب ازاااااااااااااااااى
عدد الردود 0
بواسطة:
سلامه الداوودى
حتى الان اعجز عن تخيل ان العياط كان رئيس مصر
صععععععععععععب.....طب ازاااااااااااااااااى