كل رمضان وانتم بخير وسعادة. وندعو الله أن يتمم علينا الشهر الكريم باليمن والبركات وأن تسترنا وزارة الكهرباء وألا تتعطل التكيفات وأن تمتلئ البيوت والثلاجات بالخيرات وأن نستمتع بالمسلسلات ونكات الفنانين ودلع الفنانات. وأن يصبح العمل خفيفا خفيفا والسهر لطيفا لطيفا. يأتى شهر رمضان الكريم كشهر راحة بعد كفاحنا المضنى فى بناء الوطن وحل مشاكله العتيدة. فإذا كان العمل عبادة فرمضان يؤكد أن نوم الظالم عبادة ونحن شعب اعتاد على ظلم نفسه، فاعتاد على ظلمه الآخرون. فنبذل مجهودا ضخما فى الكلام ورسم الأحلام، وحينما يأتى وقت العمل ننام أو نضيع الوقت فى مسلسلات رمضان. فلا توجد دولة فى العالم الأول أو الثانى أو الثالث تنتج هذا الكم من المسلسلات والبرامج ليتم كبسها فى شهر واحد وعرضها ليل نهار حتى أصبح شهر التهدج والصلوات مخصصا للبرامج والمسلسلات. والدولة التى تعانى من الديون والفقر وقلة الموارد وكثرة المصروفات، تنفق أكثر من مليار جنيه على 40 مسلسلا لتغسل دماغ الناس فى رمضان. نعم كلنا مع الفن والفنانين والرسالة السامية، ولكن أى سامية تلك التى تقدم هذا الكم من الفن الذى يعتبر أغلبه تافها ومكررا فى وقت ندعو فيه إلى إعلام ناضج، وفن يقدر مسؤوليته فى تنمية الأفراد وبناء الدولة. والمصيبة ليست فى المليار جنيه الخاصة بالمسلسلات بل فى ثلاثة مليارات جنيه، يؤكد الخبراء الاقتصاديون أنها تضيع على استيراد الأطعمة الفاخرة فى رمضان، وهى ثمن الولائم والعزائم التى برع فيها المصريون من الغفير حتى الوزير، ناهيكم عن الخيام الرمضانية والسهرات الصباحية وما يخسره الاقتصاد الوطنى من نوم الموظفين على مكاتبهم نهاراً جهاراً متمسحين فى صيامهم فى الشهر الكريم. لا أعرف كيف ارتبط شهر رمضان بهذا الكم الهائل من السلبيات الاجتماعية، ولا أعرف كيف يمكن علاجها. كل ما أرجوه أن يعى الناس قيمة عملهم ووقتهم وأموالهم وصيامهم فى هذا الشهر الفضيل. وألا تضيع حماسة التغيير والتطوير والكفاح بين المسلسلات والخيام والسهرات الرمضانية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة