فى حوار عدلى منصور مع لميس الحديدى، قال: «هناك فرق بين أن نختلف من أجل الوطن، وأن نختلف على الوطن»، تأملت خطاب هذا القاضى الرصين العادل، وتذكرت تجربة ما بعد 30 يونيو، قدمت تلك الثورة قيادات مدنية عظيمة مثل عدلى منصور، وفى المقابل خيب د. محمد البرادعى آمال أنصاره، ومابين منصور والبرادعى كانت وزارة حازم الببلاوى، والتى قامت جنباً إلى جنب مع منصور بأعمال بطولية، وفى مقدمتها قبول منصور رئاسة الدولة، وقبول الببلاوى ووزراؤه الوزارة، قبل هؤلاء تلك المناصب فى ظروف عصيبة، الإرهابيون يتحفزون لقتل أى منهم والعالم غربا وشرقا رافض لما حدث على أنه انقلاب، ورغم الأداء البطولى للرئيس ووزرائه، (إلغاء حظر التجول، إلغاء حالة الطوارئ، استقرار سعر الصرف ووقف التدهور الاقتصادى، وكيف لعب الببلاوى ونائبه د. زياد بهاء الدين دوراً كبيراً فى استعادة الاعتراف بمصر و30 يونيو)، إلا أن عجلة «الماكارثية» – نسبة إلى السيناتور الأمريكى مكارثى الذى اتهم معظم الديمقراطيين الأمريكيين بالشيوعية- تحركت من بعض الإعلاميين والسياسين (من أنصار نظام مبارك) واتهمت الوزارة خاصة الببلاوى وزياد بأنها «طابور خامس»!!، وهكذا تطابقت رؤى الإرهاب الإخوانى مع «الإرهاب الإعلامى»، الإرهاب الإخوانى يحاول اغتيال الوزارة جسدياً، والأبواق المباركية تحاول اغتيال الوزارة معنويا، ومن المفارقات أن وزارة المهندس محلب 60% منها من حكومة الببلاوى، ورغم ذلك هتفت لها نفس الأبواق منذ اللحظة الأولى مما يؤكد أن القضية بالنسبة للمباركيين هى رأس الببلاوى وبهاء الدين وليس الوزارة ككل.
ومن محاولة الاغتيال المعنوى لبهاء الدين والببلاوى، إلى محاولة خداع الرئيس الجديد فى المعركة الانتخابية بشكل مفضوح، وإعلان بعض الأحزاب التى انبثقت واستنسخت من الحزب «الوطنى المنحل» مع بعض شخصيات لجنة السياسات الإعلان عن جبهة سياسية للاستيلاء عبر الاستحقاق الخاص بالانتخابات النيابية على البرلمان، جنباً إلى جنب مع طغمة رجال الأعمال. والغريب أن تلك الأبواق التى كانت تهتف ضد المدنيين مثل الببلاوى وزياد هى التى تشيد بالرئيس المؤقت عدلى منصور، وهى التى تريد أن تذبح للرئيس السيسى «القطة» فى اللجان أو فى البورصة! إنهم يحاولون اغتيال المجتمع المدنى والرموز المدنية وتشويه الشباب وثورة 25 يناير، ثم الانقضاض على 30 يونيو. إنهم يحاولون اغتيال القوى المدنية ثم يتساءلون عن وجودها؟