محمد فودة

محمد فودة يكتب.. هكذا ينتظر الشعب من الرئيس

الأربعاء، 04 يونيو 2014 08:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما أن انتهت معركة الانتخابات الرئاسية بهذا الاكتساح والفوز غير المسبوق الذى حققه المشير عبد الفتاح السيسى حتى بدأت على الفور معركة جديدة، ربما تكون أصعب بكثير من معركتنا التى خضناها فى تلك الانتخابات التى ضرب فيها الشعب المصرى أروع مثل فى الوطنية والالتفاف حول من يرون فيه الزعامة الحقيقية.
فنحن نعيش الآن مرحلة فارقة فى عمر الوطن، ونعيش لحظة تاريخية لم نشهدها من قبل، وهى اللحظة التى رسمنا ملامحها بحرصنا وإصرارنا على أن نختار الرئيس المناسب فى الوقت المناسب، لحظة نستعد خلالها للنهوض بمصر نهضة حقيقية على يد المشير السيسى الذى ينتظر منه الشعب الكثير والكثير.
فماذا ينتظر الشعب من الرئيس؟ إنه تساؤل ربما يدور فى أذهان الكثير من الناس، ولكن من منطلق حبى للرجل أضع أمامه مطالب الملايين التى التفت من حوله ليس فى الانتخابات الرئاسية فحسب، بل فى كل نداء وجهه لهم منذ 30 يونيو وحتى الآن.
وأعتقد أن الملف الأمنى يأتى فى مقدمة المطالب التى ينتظرها الشعب من الرئيس، فنحن فى أشد الحاجة الآن إلى ضبط منظومة الأمن، وذلك من أجل إعادة الإحساس بالأمن والطمأنينة بين الناس بعد كل هذه السنوات التى عشنا خلالها حالة من الانفلات الأمنى، وتوحش أعمال البلطجة فى الشارع المصرى بشكل غير مسبوق، وبالطبع فإنه فى حالة إعادة الانضباط والشعور بالأمن فى الشارع المصرى، سوف يسفر ذلك وبشكل لافت للنظر عن تغيير شامل للحياة على أرض مصر، ففى ظل الاستقرار الأمنى تنتعش الحركة السياحية ويبادر المستثمرون للدخول فى مشروعات كبيرة، وتتحرك عجلة الإنتاج وتدور من جديد، مما يعود بالنفع ويكون له تأثير مباشر على حالة الاقتصاد بشكل عام.
وعلى الرغم من أن الملف الأمنى يأتى فى مقدمة المطالب الرئيسية التى يضعها الشعب أمام الرئيس، فإن هناك العديد من الملفات الأخرى التى لا تقل فى أهميتها عن مطلب تحقيق الأمن، فمشكلة البطالة بمثابة قنبلة موقوتة قابلة للانفجار فى أى لحظة، وإن لم يتم التعامل معها بشكل وبأسلوب احترافى يتماشى مع الواقع المرير، قد تكون سببا فى تفاقم مشكلات أخرى مزمنة يعانى منها المجتمع المصرى، وأعتقد أن الرئيس السيسى قد نوه من قبل وفى أكثر من لقاء عن أن لديه الكثير والكثير من المشروعات التنموية التى لن تعود بالنفع من حيث العائد الاقتصادى فحسب، بل ستكون إحدى أهم الوسائل لامتصاص قدرات الشباب وتفجير طاقاتهم فى العمل الجاد.
أما قضية العدالة الاجتماعية، فهى وإن كانت مطلباً مشروعا ينادى به الجميع، إلا أنها فى نظرى من أصعب المطالب التى يضعها الشعب أمام الرئيس السيسى، فالعدالة الاجتماعية هى فى نظرى بمثابة «رمانة الميزان» التى من شأنها ضبط إيقاع الحياة وتحقيق الاستقرار المجتمعى، كما أنها وإن كانت تبدو مسألة سهلة المنال، إلا أنها تحمل فى طياتها الكثير والكثير من الصعاب، وهو ما يجعل هذا المطلب أمانة فى عنق الرئيس، لأن الناس انتظرت كثيراً رئيسا يأتى من بينهم ليحقق لهم العدالة الاجتماعية.
وحتى نكون واقعيين فى مطالبنا ومتسقين مع ما يفرضه العقل والمنطق دعونا نتساءل: هل فى إمكان الرئيس تحقيق كل ما يطلبه الشعب وكل ما تنتظره منه الملايين التى أحبته والتفت من حوله بهذا الشكل اللافت للنظر، بالطبع ستكون الإجابة وبكل صراحة أن الرئيس لن يستطيع تحقيق كل هذه المطالب بمفرده، نعم لن يستطيع الرئيس عبد الفتاح السيسى أن يحقق للشعب مطالبه إلا بتكاتفنا والتفافنا جميعا حول هدف رئيسى، وهو أن تعود مصر كما كانت من قبل، لها مكانتها الإقليمية والدولية ولها الثقل الاستراتيجى فى المنطقة الذى يؤثر كثيرا فى خريطة العلاقات الدولية التى تزداد تعقيداً يوما بعد الآخر على مدى 3 سنوات مضت.
إننا قادرون على معاونة الرئيس فى اجتياز تلك المرحلة الحرجة التى نعيشها الآن، وقادرون على تحقيق طفرة فى اقتصادنا الذى يكاد يكون قد انهار تماماً، وقادرون أيضاً على فعل المستحيل، وذلك بأن نتجاوز خلافاتنا الصغيرة وأن نتغاضى عن أى مطالب شخصية أمام الهدف الأكبر والأسمى وهو مصلحة الوطن، وأن ننقى قلوبنا من السواد الذى يكاد يكون قد ملأ الكثير من القلوب بسبب الكره والحقد والبغضاء التى لم نكن نعرفها من قبل إلا فى أضيق الحدود. إننا فى حاجة إلى أن نتصالح مع أنفسنا، وأن ننقى ضمائرنا وأن نعمل بإخلاص مع الرجل الذى ضحى بنفسه وانحاز إلينا فى فترة من أصعب الفترات التى مرت علينا، فالمشير السيسى خاطر وغامر بحياته بانحيازه لنا فى ثورتنا الشعبية فى 30 يونيو، ولكنه لم يتردد أو يفكر لحظة، فلبى نداء الوطن، وها هو الآن فى حاجة إلى أن نرد له الجميل، وأن نلتف من حوله ونسانده فى معركته التى سوف يخوضها من أجل النهوض بالبلد نهضة حقيقية.
فيا شعب مصر دعونا نبتعد عن البغضاء والحقد والكراهية، ودعونا نضع مصر ومصلحة مصر أمام أعيننا، كما أننا الآن فى أمس الحاجة إلى ميثاق شرف ينقى منظومة الإعلام المصرى من الشوائب التى علقت به خلال الفترة الأخيرة، فنحن لدينا بالفعل نخبة من الإعلاميين الأكفاء والشرفاء الذين يحبون الوطن، ويعملون من أجله بإخلاص وبكامل طاقتهم، ولكن هناك أيضا قلة من الإعلاميين الذين يحاولون تشويه صورتنا أمام المجتمع العالمى ويتعمدون بث الأكاذيب التى قد تفسد الكثير من خطواتنا نحو التنمية والاستقرار، لذا فإننا أحوج ما نكون الآن إلى ميثاق شرف يحكم الإعلام المصرى، فالفضائيات المصرية الخاصة ضربت أروع مثل فى الوطنية حينما انحازت إلى الشعب وهيأت الأجواء لثورة 30 يونيو، وقدمت للعالم هذه الثورة فى أروع صورها، من حيث النقل المباشر للملايين التى ملأت جميع الشوارع والميادين فى كل ربوع مصر، هذه الفضائيات غامرت فى وقت لم يكن يحتمل أية مغامرة غير محسوبة، ولكن والحق يقال فإن حسابات هذه الفضائيات الخاصة التى يمتلكها رجال أعمال وطنيون لم تكن لديها حسابات شخصية، بل وضعت مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات، لذا فإننى أهيب بجميع وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية ضرورة مساندة الرئيس فى تهيئة الأجواء بين ربوع مصر، وخلق مناخ بين الناس بأننا مقدمون على مرحلة فارقة وفاصلة فى عمر الوطن، وأن هذه المرحلة تحتاج الدعم والمساندة من الجميع، كل فى تخصصه، وذلك بأن نعمل بجد واجتهاد ونضع مصلحة مصر نصب أعيننا، وأن نتخلص من أية حواجز وأية عراقيل تعوق حركتنا نحو النهوض بالمجتمع.
الرئيس السيسى لا يمتلك عصا سحرية تساعده على تحقيق كل ما يحتاجه الشعب فى هذه المرحلة الصعبة، وعلى الرغم من ذلك فهو يمتلك ما هو أفضل من ذلك بكثير، لأنه يمتلك حب الناس، ويمتلك القدرة على الدخول فى قلوب الملايين بسهولة ويسر، وذلك ببساطته وقدرته على الكلام النابع من القلب، وهذا الحب النقى أعتقد أنه سيكون بمثابة كلمة السر فى نجاح المرحلة التى نحن مقدمون عليها الآن، فبالحب الصادق نستطيع أن نصنع المعجزات، ونستطيع كسر حاجر الخوف الذى «عشش» بداخلنا، وأفسد علينا حياتنا طوال السنوات الماضية، نعم نحن قادرون على أن نصنع مستقبلنا بأنفسنا طالما وثقنا فى بعضنا البعض، وطالما كانت لدينا الرغبة الصادقة فى الوقوف إلى جوار الرئيس الذى يسعى بكل ما يملك من عزيمة لأن تظل مصر كما كانت «أم الدنيا» بل تصبح أيضاً «قد الدنيا».







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة