السؤال الذى ظل يلح علىّ بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات فوز المشير عبدالفتاح السيسى برئاسة مصر، ماهو الاختبار الأصعب الذى سيواجه السيسى عقب أدائه القسم الرئاسى أمام رئيس المحكمة الدستورية العليا؟ بالتأكيد البعض سيختار مايشاء من هذه الاختبارات التى ستواجه السيسى فى قصر الاتحادية، فالبعض سيرى أنه الملف الأمنى بينما يرى الآخر بأنه الملف الاقتصادى، وسيزايد ثالث بأن ملفات الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والعيش الكريم، والنظافة، والبلطجة هى الأصعب والتى يجب أن يبدأ المشير السيسى بواحدة منها.
والحقيقة أنه أهم من كل هذه الملفات التى أراها مهمة وخطيرة، ولكنها لن تتحقق إلا إذا نجح السيسى فى الاختبار الصعب والذى يتمثل فى شخصية السيسى، والتى يحددها عمله داخل القصر الجمهورى سواء القبة أو الاتحادية، أو حتى من منزله، المهم شخصية الرئيس، وهل سيكون حاكما قويا فى الحق، عادلا فى قراراته، هذا هو الأهم، فالرئيس ذو الشخصية القوية يستطيع أن يحكم العالم دون خوف من أحد سوى الله ثم الشعب الذى اختاره، نريد حاكما عادلا فالعدل أساس الحكم، هكذا تعلمنا جميعا ولهذا فإننى أطرح هذا السؤال الصعب وهو.. هل يكون الفريق السيسى رئيسا ظالما أم عادلا؟ الحقيقة أن شخصية مثل السيسى من الممكن أن تقدم الكثير لمصر، مستغلا حب وإجماع أغلبية الشعب المصرى عليه، فهو الزعيم الذى إذا أمر استجاب الشعب له، وإذا قال أنصت الشعب له، ولهذا فإن إقامة العدل والمساواة وتطبيق القانون فى دولة يحكمها السيسى الرجل العسكرى، أسهل من تطبيقها فى دولة يحكمها عضو بجماعة الإخوان المسلمين، حتى ولو كان من الصائمين والساجدين ليلا ونهارا مثل الرئيس المعزول محمد مرسى، والسبب أن السيسى انحاز فى 30 يونيو إلى شعب مصر، بينما مرسى انحاز إلى جماعته وأهله وعشيرته، وهو مايجعلنا نرى أن هذا هو الفرق بين شخصية عضو الإخوان مرسى، والمواطن المصرى عبدالفتاح السيسى، الذى اعتقد أنه الأقرب لتطبيق العدل، ولكن بشروط أهمها إبعاد حاشية السوء، وكتيبة المنافقين والمطبلين فان فعلها السيسى، واستمع لشعبه، لحقق لشعبه مالم يحققه أى رئيس أخر.