«مش هم دول اللى كانوا فى التحرير».. كانت هذه الجملة ومازالت تصدر من مواطنين، يريدون لعب دور المواطن الفاهم، وهم مجرد أفراد فى مجموع. ترددت بعد يناير، وتكررت ولاتزال تتكرر فى مواجهة ملايين المصريين الذين نزلوا عفويا بالملايين إلى الشارع، ليحتفلوا بانتخاب الرئيس، فى احتفال يحمل فرحا وحلما وترقبا. ومن هؤلاء من نزل فى يناير وما بعدها، ومنهم من احتفل برئيس خرج ضده بعد شهور. لم يلتفتوا لمن يرفعون شعارات الثورية، ويتعالون على الناس، يسخرون من جموع يزعمون أنهم يريدون قيادتها.
«مش هم دول» كانت بداية ظهور تيار جديد يعتبر نفسه الثورة، وبدلا من أن يحاول فهم ما يجرى بعد ثورة يناير، اكتفى بدور عواجيز «الثورة»، بصرف النظر عن السن. تصور بعضهم أن الثورة يمكن أن تنتهى وتتم وتحقق أهدافها فورا، لم يلتفت إلى أن الملايين فى الميدان، تبدو واحدة فى مشهد واحدا، لكنها مع كل اقتراب تبدو متعددة، فى الوجوه والمصالح والأهداف والقدرة على الصبر.
لم يدرك البعض أن الأحداث سوف تدخل فى مسارات السياسة، وتوقفوا عند لحظة الميدان، يقيسون عليها كل ما يأتى، لا يعرفون أن الميدان كان متنوعا ومتعددا، وحتى التنكيت والفكاهة نفسها كانا عنوانا لكثيرين من المجهولين من كل اتجاه شاركوا فى الثورة، واختفوا ليظهر فى الصورة زعماء من كل شكل ولون. بعضهم كان حديث عهد بالعمل العام، تصور أنه وحده حرك هذه الجموع التى كانت تخرج عفويا. وكلما عجز عن فهمها، سخر منها.
قبل مظاهرات يناير لم يتوقف المصريون عن الابتسامة والسخرية وهم ينظمون أنفسهم، وقبل 30 يونيو سبقتها حالة من الاعتراض والسخرية من نظام يرفع شعار الثورة، ويفعل كل ما يخدم نفسه وتنظيمه.
المصريون لا يحبون العكننة والنكد، ومن أراد أن يعرف المفاتيح الأصلية لن يجد نسخة واحدة نهائية، ولهذا يصاب البعض بالارتباك من تفاصيل تبدو متناقضة ومتداخلة، مع أنها بسيطة لدرجة التعقيد.
مزاج الشعب يمثل مفتاحا لفهم الجموع. ومشكلة قطاع من متصدرى المشهد أنهم يريدون أن يبدوا مختلفين، كلما شعر أنه مستبعد من المشهد، يتعالى على الجموع، ويلجأ إلى تسفيه مالا يفهمه، ومن دون أن يقدم تصورا مفهوما، هو غاضب ورافض ومقاطع طوال الوقت. فى مواجهة كل مالا يفهمه. بينما الطريق هو معرفة مزاج المصريين، فهو الطريق لفهم أكثر لمفاتيح المصريين. وهى مفاتيح بسيطة لدرجة التعقيد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
فعلا لا يمكن تجاهل مزاج الشعب - الشعب هو دافع الضرائب وهو عجلة الانتاج وهو مفجر الثورات
لازم يكون مزاجه مانجه وعال العال
عدد الردود 0
بواسطة:
د يحيى حسن
الطبيب والسياسى
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
يا اكرم فين كرمك بتاع زمان - تعليق واحد مش كافى للمسئولين والحكومه وبتوع الداخليه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
انتبهوا - لدينا حزبان واحد فلولى صميم وواحد عشيره لئيم
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
يا اكرم بتقليص تعليقاتنا سيعلوا صوت الفلول والعشيره على صوت الشعب - والزن على الودان امر
من السحر
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
نريد مجلس نواب خالى من الثلوث - كفايه الهواء والماء والغذاء
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
نريد مجلس نواب خالى من التلوث - كفايه الهواء والماء والغذاء
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
سيادة المستشار منصور - صفحتك ناصعة البياض فى التاريخ المصرى ولن ينساك شعبك ابدا
لك كل الاحترام والمحبه والتقدير من شعبك
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
هذا اسوأ قانون لمجلس النواب وضع على مدار التاريخ - هذا القانون ياتى بالجهله والمافيا والفل
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الترزى الذى وضع هذا القانون يريد حكم الشعب بالحديد والنار وتجهيز السيف والحبل لكل معارض
بدون