قالها الرئيس السيسى خلال اجتماعه بصنّاع الإعلام إنه لا يريد تمجيدًا من أحد وطالبهم بالتفاعل مع المجتمع وتزويد الشعب بالحقائق والمعلومات الحقيقية، وتسليط الأضواء على المشكلات التى تعهد بالتصدى لمعالجتها. ولم تكن هذه المرة الأولى التى يطالب فيها السيسى الإعلام بالالتزام بالمسؤولية الوطنية والقواعد المهنية دونما تزلف ولا تربص لتصبح الكرة فى ملعبنا نحن معشر الصحفيين والإعلاميين.
ثمة حقيقة ينبغى أن يُدركها «بارونات الإعلام» بأن قطاعات شعبية واسعة توجه انتقادات قاسية لأدائهم، خاصة لبرامج «التوك شو» التى تتسم بالمبالغات، وتُغرق فى المحلية على حساب الشأنين الإقليمى والدولى، ناهيك عن استضافة شخصيات بعينها تتقافز من شاشة لأخرى، كأن مصر عقمت عن إنجاب غيرهم، بينما تعج الساحة بآلاف الخبراء والموهوبين الذين تتجاهلهم الفضائيات، وبدورهم يتعففون عن استجداء الظهور الإعلامى.
رسميًا هناك الهيئة العامة للاستعلامات المنوطة بتزويد الرأى العام الدولى بالحقائق، وعلى صعيد الإعلام الخاص تكاد تنعدم المنابر الموجهة للخارج، وتغرق بمحليتها، دونما اكتراث بما يجرى بالمنطقة من أحداث ترتبط بالأمن القومى المصرى، وغاية ما تفعله منظومة الإعلام المصرى نقل أخبار وكالات الأنباء بمساحة بالغة الضآلة والتهافت.
وبينما يرى خبراء الإعلام أن تراث «إعلام التملق» طيلة عقود خلق ما يُعرف بالرقابة الذاتية، التى يعتبرونها أخطر من رقابة السلطات، فيتحسس الصحفى قلمه والمذيع كاميرته، بينما تتطلب ترسيخ قواعد «الجمهورية الجديدة» حرية مسؤولة، تقدم خدمات خبرية ومناقشتها، فضلا على حزمة تحديثات تنتظر المنظومة الإعلامية كطرح بدائل لوزارة الإعلام تمهيدًا لإلغائها، لتحل محلها «هيئة قومية»، وتفعيل «ميثاق شرف مُلزم» تتبناه نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للصحافة ليصبح إعلام «الجمهورية الجديدة» معبرا عنها، وليس مُرتبكًا يفتقد للإبداع.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
وعلى الاقلام والكاميرات ان تبحث عن الجديد وتحصله