لا ينكر سعادة الغالبية العظمى من المصريين بنجاح المشير عبدالفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة إلا جاحد، ولا يسخر من بهجة المصريين برئيسهم الجديد إلا معتوه وكاره، ومع ذلك هناك حالة ما من اللامبالاة والإحباط تعترى عددًا لا بأس به من الشباب، خاصة أولئك الذين خاضوا غمار ثورتى يناير ويونيو، هذ الحالة منتشرة على مواقع الفيس بوك، وتويتر بقوة، فلماذا؟
الحق أقول.. إن هناك أمورًا غامضة غير مريحة تثير الريبة فى الحكومة، منها مثلًا حكاية مراقبة مواقع التواصل الاجتماعى التى سخر منها الشباب بشدة، ومنها إيقاف برنامج باسم يوسف، ومنها ما أشيع عن نية الحكومة زيادة أسعار بعض السلع، ومنها الظهور المتنامى لرجال مبارك فى المحافل العامة واللقاءات التليفزيونية والكتابة فى الصحف «هناك شخصية إعلامية كان يشغل منصبًا كبيرًا جدًا فى الأيام الأخيرة من العهد البائس لمبارك يكتب بانتظام فى صحيفة يومية مهمة وكأنه من الثوار الآن!».
كل هذا فى جانب، وتشويه ثورة يناير فى جانب آخر، فقد دأب أولو الأمر الآن ومن لف لفهم على تسفيه ثورة 25 يناير المجيدة، واختزالها فى كونها ثورة الإخوان، وهذا خطأ فادح ومخالف للوقائع والتاريخ، لقد شارك نحو 20 مليون مصرى من كل طبقات الشعب فى طرد مبارك من قصر الرئاسة، ولا يعقل أن تكون كل هذه الملايين من أتباع الإخوان، صحيح أن الجماعة استطاعت بتواطؤ مع الأمريكان والمجلس العسكرى وسذاجتنا أن تسطو على السلطة، غير أن ذلك لا يعنى بحال أن ثورة يناير كانت ثورة إخوان، كما يشيع بعض الناس.
لقد جرت أحداث كثيرة غرست بذرة الشك فى نفوس الشباب، وجعلتهم يتعاملون مع الاستحقاق الثانى من خريطة الطريق بغضب أكبر، لذا ينبغى استيعاب هذا الغضب المشروع بكل جدية واهتمام، وأظن أن أهم واجبات الرئيس عبدالفتاح السيسى العمل فورًا على ابتكار الحلول السياسية لاستيعاب شباب الثورتين، حتى يتمكن من قيادة البلاد نحو شاطئ الأمان فى أقل وقت ممكن.
سيادة الرئيس.. لا تقدم لأى مجتمع دون مشاركة شبابه.. فاشرح لهم صدرك.