أحمد بان

الخطاب الأول للرئيس السيسى

السبت، 07 يونيو 2014 11:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيها الشعب المصرى الكريم، لقد أوليتمونى ثقتكم وهى أمانة ثقيلة، تحتاج منا أن نعمل بروح الفريق وبشعور مسؤول أننا نواجه تحديات غير مسبوقة فى تاريخ هذا البلد، لقد قلت لكم من قبل إننا بحاجة للقفز حتى ندرك ما فاتنا، وأجهزة الدولة ومؤسساتها وقد ترهلت وتكلست وتيبست مفاصلها إلى حد الشلل، بالشكل الذى جعلها غير قادرة على الحركة، وأنا فى هذه المرحلة لا أملك ترف الانتظار عليها ولا أستطيع الحركة بها على هذا النحو تجاه المستقبل، لذا لابد أنى سأقدم على خطوات قد تكون صعبة أو قاسية ولكن لا علاج دونها، إن المريض الذى لا تنقذ حياته سوى الجراحة العاجلة لن يستفيد من المسكنات، وأصارحكم القول لقد أتيت من مؤسسة جادة وحاسمة لا تقبل الفشل ولا تتسامح مع الفوضى، وطموحى أن أنقل تلك الروح إلى شرايين الدولة وشعارى فإذا عزمت فتوكل على الله، وعزيمتى صادقة وقوية لن نفشل بإذن الله.
إن إصلاح كل مؤسسات الدولة واستعادة حيويتها أمر لابد منه لكى ننطلق للمستقبل، إن مواصلة العمل ليل نهار هو واجبنا إزاء هذا الوطن، أنا لن أعدكم بالسمن والعسل بل بالجهد والعرق والدموع والعمل المتواصل ليل نهار، إن جزءا كبيرا من طاقة هذا الوطن وهم أبناؤه الذين خرجوا منه بداعى السفر أو الهجرة لم تتوقف مشاعرهم أبدا فى الاهتمام بشؤونه أو همومه، وأنا أدعو الخبرات المصرية بالخارج فى كل العالم أن تلتئم فى مؤتمر وطنى يجمعهم مع خبراء وطنيين فى الداخل لشهر كامل فى معسكر عمل، من أجل وضع خطة عمل تتوخى الأولويات التى لم يعد يجهلها حتى رجل الشارع، فى الاقتصاد والأمن والتعليم والصحة والتشغيل والإسكان وغيرها، إن هؤلاء ستحدد إقامتهم فى هذا المعسكر لشهر كامل ولن يخرجوا منه سوى بخطة عملية قابلة للتحقيق، تكون برنامج عمل أول حكومة بعد انتخاب البرلمان الذى سينتخب قبل مرور شهرين من اليوم، ولقد قررت فى هذا السياق استجابة لمطالب الكثير من القوى تعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية والبرلمان لتكون %50 بنظام القوائم المغلقة و %50 بالنظام الفردى، حتى تتاح الفرصة لاستعادة بنيان سياسى صحيح تستطيع فيه كل التيارات التعبير عن مشروعاتها وأفكارها بما يحقق مصالح هذا الوطن.
ولأن خارطة المستقبل رسمت لنا طريق المستقبل فلازالت هناك بنود لم تفعل، وحان الوقت لتفعيلها منها إطلاق حالة من الحوار الوطنى الذى يهيئ الأجواء لمصالحة وطنية وعدالة دائمة وليس انتقالية، فلقد سئم الشعب الأوضاع الانتقالية وتشوق لاستعادة الاستقرار إنى أعدكم بدولة عادلة وحكم عادل ومؤسسات فاعلة، وفى هذا السياق أتمنى على الإعلام المصرى أن يرشد نفسه بنفسه دون وصاية من أحد سوى الدستور والقانون، لذا فإن حكماء الإعلام مدعون لكتابة ميثاق شرف إعلامى تحتاجه مصر فى هذه المرحلة المهمة من تاريخها.
أيها الشعب المصرى الكريم لقد قمت بثورتين فى سبيل السعى لتأمين حقوقك الأساسية، التى تنكرت لها كل الأنظمة طوال أربعة عقود، وآن لك أن تتمتع بنظام قادر على تحقيق طموحاتك، أتعهد باحترام القانون والدستور وسيادة القانون، ومقاومة الفساد والاحتكار والسعى لتقليل التفاوت الصارخ فى دخول المواطنين بنظام ضريبى عادل وضريبة تصاعدية، إن معدلات الادخار والاستثمار فى مصر متدنية على نحو خطير، مما يستلزم منا أن نسعى لرفعها وسأسعى من جانبى وعبر سياسة رشيدة لخفض الإنفاق الحكومى وترشيده والوصول إلى صيغة تسمح بوصول الدعم لمستحقيه دون أن يتسرب لمن لا يستحق، ضمن إجراءات أخرى قد تكون قاسية، وأتمنى أن تساعدونى فى ذلك، أتوقع دعمكم لعلاج أوجاع وطن طالت ولم يشتبك أحد معها على نحو جاد، وآن لنا أن نتعامل معها دون تأجيل إن علاقتنا مع دول الإقليم والعالم ستقوم على الندية والاحترام المتبادل والتعاون فى تحقيق المصالح، لكننا سنبنى تحالفاتنا التى تحمى أمننا بما نراه محققا لذلك، وفى هذا السياق لن ننسى من وقف إلى جانبنا كما لن ننسى بالطبع من تآمر علينا أو خذلنا. سأجعل نصب عينى دوما كلمتين حددهما الدستور برنامج عمل لكل مسؤول فى هذا البلد، وأنا أول المخاطبين، الحقيقة والعدل سأضعكم دوما فى قلب حقائق الوضع السياسى والاجتماعى والاقتصادى، وسيخرج بيان واضح من مؤسسة الرئاسة فور اكتمال تشكيلها بحقائق هذا الوضع وسيكون هذا البيان متاحا كل ستة شهور على موقع الرئاسة وكل وسائل الإعلام، وسأسعى ليتمكن المواطن من معاملة عادلة فى كل مرافق مصر، إن شعارات ثورة 25 يناير التى فتحت للمصريين طريق الحرية ستبقى هى أساس مشروعية الحكم وبرنامج عمل كل المؤسسات، حفظ الله مصر وكتب لها بجهودنا جميعا الرفعة والرقى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة