فى يومين متتاليين، قال العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والرئيس عدلى منصور كلاما عن بطانة السوء، وحسن اختيار المعاونين، كان الكلام موجها بمحبة للرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى، والرغبة الأكيدة منهما لنجاحه فى مهمته الصعبة وهو على قدر تحملها، وعن بطانة السوء أتحدث.
بطانة السوء حول أى حاكم لها مواصفات واحدة فى كل عصر، فهى التى تقول للحاكم: «آمين» فى كل شىء وكل وقت، لا تناقشه ولا تنيره إلى الطريق الصحيح، هى التى تزين له طريق الخطأ، هى التى تعتبر أن إشاراته أوامر، هى من تصور له أنه معجزة الله على الأرض، هى التى تنقل له ما يعجبه ويرضيه فقط، هى التى تخفى عنه غضب الناس وشكواهم، وتنقل كلامه كما يحلو لها، هى التى تبحث عن بقائها على حساب الآخرين، لا يشغلها وطنا ولا بلدا، تضع العراقيل أمام أى مصلحة عامة إن كانت تتعارض مع مصالحها الخاصة، هى كالحرباء التى تتلون حسب لون كل عصر.
شاهدنا بطانة السوء عندنا تنتقل مع الحاكم من «اشتراكية عبدالناصر» إلى «انفتاح السادات»، إلى «خصخصة مبارك»، وكانت فى الطريق إلى «الأخونة» فى عهد مرسى، شاهدناها تضع كل المبررات التى تفتح لها الطريق للانتقال من حال إلى نقيضه، وإن ضغط عليها أحد بتذكيرها بما مضى، تخترع كل الأسانيد لإثبات أنها هى الصح وما عداها على خطأ، وأنها غارقة دائما فى استكمال مهمة وطنية للبلاد، هى التى تحارب الكفاءات فى كل مكان خوفا من أن يزاحمها أحد، وتكتب فى تقاريرها عن أنها هى التى تسهر الليل ولا تنام قبل أن ينام الآخرون، وتستيقظ قبل أن يستيقظ الآخرون، هى التى تقدم نفسها للحاكم بوصفها صانعة الأفكار والإنجازات، وأنها التقطت الحروف منه قبل أن ينطقها لتحولها إلى برامج عمل فورية.
أثناء حكم مبارك، تمكنت بطانة السوء من كل شىء، فأدارت البلاد وفقا لمصالح بقائها، عرفت مسؤولا تنفيذيا كبيرا فى عهده، شرح لى طريقة عجيبة ضمنت بقاءه، قال إنه كان يعرف المواعيد المعتادة لمبارك فى مشاهدة التليفزيون، فيقوم بعمل أنشطته التى تضمن إذاعة خبر عنها، وبذلك يضمن أن يراه «الرئيس» نشيطا ويمارس عمله بكل همة، سألت هذا المسؤول: «لماذا لجأت إلى هذه الوسيلة؟، فأجاب: «لأنى لم أكن أثق فى البطانة المحيطة به، فتوصلت إلى هذه الطريقة دون أن أفصح بها إلى أحد، وبالفعل حققت النتائج التى أريدها»، المسؤول أضاف: ذات مرة كدت أفقد منصبى بسبب رأى واحد من هذه البطانة، لكن مبارك قال: «يا ريت كلكم تشتغله زيه»، واستمر هذا المسؤول فترة طويلة، وبالمناسبة لم يكن فذا لكنه كان ذكيا، وحيلته فى البقاء بالتحايل على «بطانة السوء» دليل على ذكائه.
بطانة السوء هى التى تمهد الطريق إلى ديكتاتورية الحاكم واستبداده، هى التى تعزله عن شعبه، هى التى تهلل وتصفق، ولهذا إذا أراد الحاكم أن يكون صالحا، فعليه اختيار من يثق فى أنهم لن يقولوا له ما يريحه وهو خطأ.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
تحالف المنافقين اللى نكب البلد بدأ ويبدو الرئيس مبتهجا ومرحبا بقدومه - اهلا بالزفه الكدابه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmad
نصيحة للرئيس ....
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
التحصينات والقلاع التى تبنى الان لن تجدى نفعا - العيشه الكريمه للمواطن هى اساس الحكم
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
MMY
Agree
very important artice ... respect !!
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الاسطوانه الارهاب واللبانه الامن والاستقرار ومن اجلهما لازم تتحمل ايها المواطن الحديد والن
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
منين احيب ناس
افيدونا كيف سيختار مستشاريه فالبطانه اتية لامجاله
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو احمد
كلام محترم ولنا فى الماضى العبرة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريه
السنن والقوانين لاتحابى احد وافواه الجعانين كمان
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري جدا
بطانة السوء أذكى من أن يكشفها الحاكم
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
العدالة الاجتماعية