الاستقامة هى الاتباع الكامل لما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أى معرفة المطلوب من العبد إيمانيا، أى معرفة الأوامر والنواهى ثم تطبيقها على قدر ما استوعبه قلب العبد وعقله، وأيضا على قدر ما وقر فى قلبه من حب للطريق المستقيم وحب لله سبحانه وتعالى وحب للرسول الخاتم - عليه الصلاة والسلام - لأن الاتباع بدون حب صادق هو أشبه بشجرة جافة لا حياة فيها ولا ثمار.. إن الاتباع الشكلى أو الظاهرى الذى ليس ممزوجا بحب صادق للخالق العظيم ولا لمن بعثه رحمة للعالمين - عليه الصلاة والسلام - هو مجرد حركات جسدية جوفاء لا تردع عن ذنب ولا معصية، «إن المحب لمن أحب مطيع».
ما أروع مناجاة العبد المحب لربه فى صلاته فقد كان رسول الله - عليه الصلاة والسلام - يقول فى مناجاته: «يا خير مؤنس وأنيس يا خير صاحب وجليس طوبى لمن اكتفى منك بك اللهم لبيك لبيك يا حبيب القلوب لبيك يا سرور القلوب لبيك لبيك يا منى القلوب، لبيك آليت بك عليك ألا تصرفنى بك عنك ولا تحجبنى بك عنك».
قال ذو النون - رضى الله عنه - لا حياة إلا مع أناس ترغب قلوبهم فى التقوى ويتجدد نشاطهم بذكر الله، وقال: «علامة محبة الله هى متابعة حبيب الله عليه الصلاة والسلام فى الأخلاق والأفعال والأوامر والسنن»، وقال: «حين ينبسط بساط سيدنا محمد - عليه الصلاة والسلام - تنمحى ذنوب الأولين والآخرين على أطرافه وتزول»، وأضاف: «طرحت أرواح الأنبياء فى ميدان المعرفة فتقدمت روح نبينا - عليه الصلاة والسلام - كل الأرواح حتى وصلت إلى روضه الوصال»، وقال رجال عرفوا معنى القرب: «أنت سرورى إذا نظرت منك إليك وأنت حسبى إذا استكفيت بك منك. يا خير صاحب وجليس كن دليلى منك إليك».