يومٌ تاريخى، سيدونه التاريخ المصرى بأحرف من فخر وعزة وكرامة مستحقة.
يومُ تنصيب مصر زعيمة للأمة العربية والإفريقية من جديد، مثلما كانت فى الماضى غير البعيد.
يوم توقيع وثيقة تسيلم السلطة لأول مرة فى تاريخ مصر، والضمانة الأكيدة للعمل بآليات الديمقراطية والتداول الحقيقى للسلطة على مرأى ومسمع الجميع، وبشهادة الحضور من زعماء الأمة العربية والقارة الإفريقية وممثلى العالم من شرقه لغربه.
يوم توقيع وثيقة تحرر مصر والمصريين من أغلال القهر والديكتاتورية والتهميش الذى ظل يلاحق الوطن من أباطرة الفساد والاستبداد.
مراسم تنصيب سابع رئيس مصرى مختار بإرادة شعبية خالصة لا تشوبها أية شبهات ولو كره الحاقدون.
وبما أنى من جيل مبارك ولم أعاصر سوى سنوات التجريف والتدنى التى نالت من كل مناحى الحياة شيئاً فشيئاً حتى وصلت مصر إلى ما وصلت إليه كما أعلم وتعلمون، فلم أكد أتمالك دموعى التى انهمرت متلاحقة من شدة الفخر والفرح والاعتداد الذى شعرت به أخيراً بمصريتى كما لم أشعر بها من قبل.
فعندما رأيت هذا الاحتفال الفخم المنظم، المكتظ بالمهنئين، شعرت على الفور بأن مصر استعادت قامتها، ورفعت هامتها بين الدول كما كانت منذ عقود قريبة، وكما ينبغى أن يكون.
وها هى مصر التى فى خاطرى، والتى كنت أحلم وأترقب سنواتٍ وسنوات غير يائسة من عودتها، وقد عادت.