الذى يتأمل فى مناسبات جماعة الإخوان التى تحتفل بذكراها، فإنه سيكتشف أن العالم كله تحول إلى مآتم مختلقة، فمن ذكرى أحداث «الحرس الجمهورى» التى احتفل بها الإخوان أمس الأول، الثلاثاء، إلى ذكرى «المنصة» التى ستحتفل بها الجماعة بعد أيام، ولن ننسى مناسبة المناسبات وهى ذكرى مرور عام على فض اعتصامى «رابعة والنهضة»، والتى ستحتفل بها الجماعة فى أغسطس المقبل. والحقيقة أن مناسبات الإخوان لن تنقطع، وجميعها مرتبط بالدم والبكاء والنواح والحرق، وأصبحت للجماعة طقوس لا تختلف كثيرا عن طقوس «الشيعة»، والتى حولت العالم إلى حزن ونكد باعتبارهم ضحايا لكل الأنظمة، فجماعة الإخوان المسلمين دائمًا تعيش دور الضحية والشهيدة.. حدث هذا فى كل العصور الملكية والجمهورية، حتى وهى فى السلطة كانت تدعى دائمًا أن الجميع يتآمر عليها، وعلى الرئيس الإخوانى محمد مرسى.
ومنذ قرار عزل مرسى والجماعة وقياداتها بدأت فى إعلان غضبها وتمردها، ليس فقط على شعب مصر، بل على الجيش المصرى الذى حاولت منذ سقوط حكم المرشد فى 30 يونيو أن تستفزه من خلال وصلات الشتائم، والادعاء بأن ما حدث فى 30 يونيو هو انقلاب عسكرى، ووصل الأمر إلى قيام بعض قيادات الجماعة بتحريض المجتمع الدولى للتدخل لحماية شرعيتهم المزعومة التى لم تسقط فى 30 يونيو - كما يرى بعضهم - بل سقطت منذ الإعلان الدستورى الأسود الذى أصدره الرئيس المخلوع مرسى، ومحاولة هذا الرئيس أخونة مصر، وهو ما أشعل نار الغضب، وخرج أكثر من 20 مليون مصرى يوم 30 يونيو، ونجحوا فى الإطاحة بمرسى والجماعة.
ودائمًا ما يحاول شياطين الجماعة شيطنة مصر بهدف إرجاع مرسى، واستخدام كل السبل لتنفيذ مخططها، ولهذا كانت المواجهات مع الجيش والشرطة، وسقط عشرات من الجماعة والشعب، ولكن هذا لا يهم المرشد ونائبه ومندوب الجماعة بقصر الاتحادية سابقًا السجين محمد مرسى، لهذا وقعت أحداث نادى الحرس الجمهورى العام الماضى، وكذلك المنصة، وأحداث رابعة والنهضة. وما تلا ذلك من أحداث إرهابية من الإخوان وأنصارهم يؤكد أن الجماعة تتلذذ وهى تعيش دور الضحية والمظلومة، وهو الدور الذى كانت الجماعة تضحك به على شعب مصر قبل سقوط نظام مبارك.