عدت من المنيا بعد جولة تضمنت المنيا وسمالوط وديرمواس، التقيت بالأصدقاء من مختلف الاتجاهات وتذكرت ما سبق أن كتبته فى نفس المكان بعنوان:"وصف مصر بالمنياوى فى 25 يناير 2012" وجاء فيه: (وعلى الجانب الإسلامى ظهرت مقولات مثل الولاية الصغرى «حكم مصر»، والولاية العظمى «الخلافة»، وأن الصراع بين الإخوان والسلفيين ليس على «الولاية الصغرى» فحسب، بل على منهجية إدارة الولاية العظمى بين المنهج الوهابى السعودى، والمنهج الوسطى الأزهرى الشريف، وتحت نظريات التطور يدور الصراع على الأزهر بين السلفيين والإخوان، أكثر من صراعهما على البرلمان، وكيف أن فضيلة شيخ الأزهر- معتمدا على ما تبقى من وسطية- يطرح مقترحاته ووثائقه، لحماية المشيخة فقهيا من ديمقراطية الاحتشاد المذهبى التى قد تأتى بشيخ للأزهر يعكس هذه الصراعات، عبر أغلبية عددية، وليس بفقه وعلم وسطى، كما أن هناك مفاهيم أخرى كثيرة سوف تتبدل عبر القطيعة المعرفية والمفهومية التى سوف تحدث مثل «سيادة الدولة، دول الجوار، فقه الأقليات»، كل ذلك سوف تتم إعادة تشكيله وفق قواعد العولمة الدينية الإسلامية الجديدة، تلك العولمة التى سوف تبدأ مع انتهاء الحرب الدينية العالمية الباردة، وانتهاء عصر «الإسلاموفوبيا»، حينذاك سوف يشهد العالم عولمة دينية «إسلامسيحية» يتحالف فيها اليمين الدينى الأمريكى المسيحى مع اليمين الإسلامى الصاعد.
وللأسف تحقق ما توقعته وبرز ذلك جليا بعد 30 يونيو 2013، والآن يستعد الإخوان بمقاطعة الترشيح للبرلمان القادم ولكنهم سوف يعملون على التالى: أولا الوقوف بجانب قائمة تحالف البناء والتنمية، وأخبرنى أحد قادة الجناح السياسى للجماعة أن الهدف هو الإعادة مع قائمة "علمانية" أو "نصرانية " حتى تنجح القائمة الإسلامية، ويعتقد ذلك القيادى أن الجماعة والتيار الإسلامى لهم 40 % من أصوات الصعيد، وأن القوائم "العلمانية " سوف تتنافس وتسقط نفسها بنفسها، ورأى أن "الأمن سوف يفتعل فتنة طائفية" والكلام لذلك القيادى.. مما ينبئ بأنهم يخططون لفتنة طائفية.!!ثانيا: بالفعل هناك ثلاثة قوائم للصعيد (قائمة للوفد المصرى وأخرى لجبهة مصر بلدى وثالثة إسلامية)، والقائمتان المدنيتان سوف يؤدى صراعهما إلى إعادة إحداهما مع القائمة الإسلامية.
ثالثا: إن 60% من خسائر مصر فى المنيا ستة أقسام وستة محاكم و(22) كنيسة ولم تنجز المرحلة الأولى فى تشييد وترمييم هذه المنشآت، وإذا أضفنا استغلال التيار الإسلامى لـ"رفع الدعم" فى دفع الفقراء للتصويت الانتقامى سوف يسقط الإخوان قوائم ومقاعد القوى المدنية. هذه رسالة إلى صناع القرار أرجو ألا تلحق بما سبقتها.. والتى وجهتها قبل انتخابات برلمان 2012؟، وأتمنى على الرئيس السيسى أن يوحد القوائم المتصارعة فى قائمة قومية حتى نعبر الاستحقاق الأخير من خارطة المستقبل دون خسائر كما تخطينا الاستحقاقين السابقين.