أن نرى البعض فى مصر يعطى تبريرات لاعتداءات إسرائيل الوحشية على غزة، فهذا يعنى أن ثقبا فى الضمير يتسع ليشجع العربدة والهمجية والوحشية التى تمضى فيها إسرائيل.
وأن نرى البعض يختصر القضية الفلسطينية فى حركة حماس، فهذا يعنى خللاً كبيراً
فالقضية أكبر من الحركة، وليست مكتوبة فى عقد اتفاق مع خالد مشعل أو إسماعيل هنية أو موسى مرزوق، وغيرهم، كما لم تكن مكتوبة من قبل على اسم ياسر عرفات وجورج حبش ونايف حواتمة وجيلهم. حماقات حماس التى نتج عنها أضرار هائلة للقضية الفلسطينية
لا يعنى لنا أن ننسى بديهيات أساسية، وهى أن القضية الفلسطينية هى من صميم أمننا القومى، وأن غزة بوضعها الجغرافى هى امتداد للحدود المصرية، وبالتالى فإن تعامل بعض القوى السياسية معها بكل هذا الاستخفاف وتلك الشماتة هو جريمة كبرى سندفع ثمنها غالياً، فالأنظمة زائلة والشعوب باقية، وإذا كانت «حماس» بكل مساوئها تحكم غزة اليوم، وواصلت سياستها الخرقاء التى أدت لتقسيم الأرض الفلسطينية، فإن مصيرها إلى زوال حتماً.
اختيار قوى سياسية لمواقفها الحالية بناء على معطيات اللحظة الراهنة، ونسيانها للبديهيات فى الصراع العربى الصهيونى هو خطأ يصل إلى حد الجرم، ويرتب تشويها لحقائق التاريخ والجغرافيا، فإسرائيل هى إسرائيل بكل عنصريتها وكيانها الغاصب لأرض عربية، وفلسطين هى فلسطين حتى لو تبدلت القيادة من منظمة التحرير إلى السلطة الفلسطينية وبينهما حركة حماس، والاعتداءات الوحشية معروفة فى قواميس السياسة واللغة
ونسيانها يعنى تبنى ما تريده إسرائيل بتحويل الجلاد إلى ضحية، والضحية إلى جلاد.
الحياد نحو ما تفعله إسرائيل من اعتداءات وحشية يذهب ضحيتها أطفال وشباب وشيوخ هو جريمة كبرى، فالشهداء الذين يتساقطون ومئات الجرحى ليسوا من حماس، وإنما هم من الشعب الفلسطينى الذى يدفع وحده ثمن الاستقطابات والتمزقات العربية، وعلى مدى عقود مضت كانت أوضاع القضية الفلسطينية انعكاسا لحالة الاستقطابات.
تشن إسرائيل عدوانها الغاشم ضد أهالى غزة، وهى تعلم تماماً أن أوضاع القضية الفلسطينية لم تشهد مثيلاً فى تدهورها كما هو حادث الآن، وتعلم أن هناك مشاعر سلبية لدى قطاعات واسعة من المصريين بسبب الحماقات التى ارتكبتها حركة حماس نحو مصر
خاصة فى الفترة التى تلت 30 يونيو، حيث أسفرت الحركة عن وجهها الحقيقى باعتبارها امتدادا لجماعة الإخوان فى مصر، وبدلا من أن تتصرف بوصفها قيادة مسؤولة عن قطاع غزة، تصرفت بوصفها شعبة تابعة لجماعة الإخوان، واتخذت نفس المواقف التى اتخذتها الجماعة والمناهضة لإرادة الشعب المصرى، ومع العمليات الإرهابية التى شنها الإرهابيون ضد المنشآت المصرية وضد الجنود من الجيش والشرطة
حمل المصريون «حماس» «المسئولية»، لأنها على الأقل لم تكن على قدر مسئوليتها كجهة حكم لغزة فى ضبط الحدود مع مصر، مما أدى إلى تهريب السلاح والعتاد إلى الإرهابيين فى سيناء، وكذلك تحول غزة إلى كيان يؤوى تنظيمات وعناصر تكفيرية إرهابية.
أدى كل ذلك إلى الإساءة للقضية الفلسطينية من طرفها الأصلى، مما أحدث خلطا فى مشاعر قطاعات من المصريين، حيث ساوت بين «حماس» كتنظيم، والفلسطينيين كشعب، وتتصرف بعض القوى السياسية فى مصر الآن على هذا الأساس وبذلك ترتكب إثما تاريخياً كبيراً.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصراوي
الرد السريع
عدد الردود 0
بواسطة:
كفايه بقا .. زهقنا و اللى فيينا مكفينا .. و اللى عايز يروح يروح والأ فليصمت
هذا شو حمساوى عادى للفت الأنظار كشوهات الخرفان لمصر .. الأثنين أصلهم واحد
عدد الردود 0
بواسطة:
كفايه بقا .. زهقنا و اللى فيينا مكفينا .. و اللى عايز يروح يروح والأ فليصمت
هذا شو حمساوى عادى للفت الأنظار كشوهات الخرفان لمصر .. الأثنين أصلهم واحد
عدد الردود 0
بواسطة:
ايوب السيد عبدالرحيم
رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
المصريين ضحوا بالكثير
عدد الردود 0
بواسطة:
المصري
من يقتل القلسطينيين
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الى حماس والاخوان وطهران وداعش وحزب الله .. الرجوله اللى بيشعل حرب يتحمل نارها
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اهل غزه يلعنون قادةحماس واللى جاب حماس-جالسين فى التكييف وشعبهم يموت امام اعينهم
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
د يحيى حسن
رقم 5
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد مـتولـى
☜ مش غضبانين بس ، إحـنا قرفانين من موقف مصـر ☞