الإدارة الأمريكية انكشفت تماماً خلال الأيام الماضية عبر الأحداث المتتابعة فى العراق وغزة، فعلى الصعيد العراقى، تتبع واشنطن سياسة الإدانة والرفض لـحركة داعش الدموية لكنها على أرض الواقع تفسح لها المجال لخلخلة المنطقة بأسرها ونشر الفوضى فى محيط دول الخليج، وذلك بعدم السماح بتقوية ودعم الجيش العراقى، وإعلاء المحاصصة الطائفية التى تؤدى فى النهاية لفصائل متناحرة تمنع إلى الأبد عودة العراق القوى الموحد.
أيضاً تعمل الإدارة الأمريكية على إطلاق يد طهران فى العراق، بما يعنيه ذلك من ضمان تقسيم الدولة إلى منطقة نفوذ شيعية مجاورة لإيران ومنطقة كردية ومنطقة أخرى سنية على أن تكون المنطقة السنية رأس سهم لنشر الفوضى فى منطقة الخليج والأردن.
أما فى غزة، فقد أعطت الإدارة الأمريكية الضوء الأخضر لنتنياهو للمضى فى قصف المدنيين العزل، رغم سقوط مئات الضحايا، وأعلنت رسمياً أن من حق تل أبيب ضرب أى منشآت فى غزة واعتبرته دفاعاً عن المدنيين الإسرائيليين وتراجع هنا، كل القاموس المراوغ الذى تستخدمه واشنطن ضد خصومها مثل الاستخدام المفرط للقوة، ومراعاة ثوابت حقوق الإنسان، وحماية المدنيين إلخ.
ورغم إعلان واشنطن رفضها تطوير العمليات العسكرية الإسرائيلية وقيام نتنياهو بشن هجوم برى على القطاع، إلاّ أنها لا تمانع فى استمرار سقوط الضحايا من المدنيين، وموقفها إنما يعبر عن المطالب الإسرائيلية التى ترى إمكانية سقوط خسائر ملموسة وسط جنود الاحتلال حال شن الهجوم البرى على القطاع، خاصة وأن منصات الصواريخ المتحركة فى غزة واصلت إمطار المنشآت والمصالح الإسرائيلية رغم ما تردد عن فاعلية نظام القبة المضاد للصواريخ، والذى نشرته إسرائيل سابقاً.
الآن الإدارة الأمريكية متخبطة فى عموم سياستها تجاه الشرق الأوسط والمنطقة، وتضعف قبضتها شيئاً فشيئاً مقابل دخول لاعبين آخرين إلى الساحة مثل روسيا والصين، الأمر الذى يدفع أوباما إلى مزيد من الشعارات الكاذبة والوعود التى لا تتحقق، والدفاع عن ديمقراطية موجهة سياسياً مدعومة بدبابات الناتو ومخططات الاستعمار الجديد.. لذا لا تصدقوا أوباما فيما يقوله أو يفعله خلال المدة الباقية من رئاسته!!