عادل السنهورى

من «الشرقية للدخان» إلى «صديق العمر».. شكرا

الأربعاء، 16 يوليو 2014 06:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المستفيد الوحيد والمنتشى والفرحان من مسلسل «صديق العمر» الذى يعرض على شاشات عدد من الفضائيات حاليا، هو الشركة الشرقية للدخان..! ولوكنت مكان المسؤولين فيها لاتخذت قرارا بزيادة الانتاج من السجائر على الفور أثناء عرض المسلسل.
فأبطال العمل والمفترض أنهم يؤدون أدوار أعضاء مجلس قيادة ثورة 23 يوليو بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، تناوبوا على تدخين كميات ضخمة من علب السجائر حتى يظن المشاهد أن ديكور المسلسل داخل الشركة الشرقية وأنه مجرد دعاية لمنتجات الشركة، فأعضاء مجلس قيادة الثورة فى كل اجتماع لا هم له سوى التدخين وتعبئة الأجواء بالدخان، وكأنهم يجتمعون من أجل التدخين فقط، ومن يضبطه عبد الناصر لا يدخن ولا يمسك السيجارة بأطراف أصابعه ينبهه إلى إشعالها لمشاركتهم فى حفلة التدخين، ففى إحدى المشاهد والنقاش محتدم بين أعضاء مجلس قيادة الثورة حول قرارات مصيرية وقضايا حيوية، يقطع عبد الناصر مسار الحوار ويلتفت إلى المشير عبد الحكيم عامر ويطالبه بالتدخين، ثم يستدير بوجهه إلى أنور السادات ليناوله سيجارة بعد أن نفدت حصته - أى عبدالناصر - من السجائر وليس لديه مدير مكتب أو حارس شخصى يجلب إليه علبة سجائر جديدة.
الكل يدخن حتى السيد زكريا محيى الدين الذى عاش ومات ولم تلمس سيجارة واحدة شفتيه، أو يخترق الدخان صدره، والأستاذ محمد حسنين هيكل الذى يدخن السيجار طوال عمره هو الآخر لا يتوقف عن التدخين عند حضوره الاجتماعات.
بالنسبة لى وأنا واحد من المدخنين أصابتنى مشاهد التدخين فى الحلقات الـ15 الماضية بالدوار وبالهلع والخوف والتفكير بجدية فى التراجع والتوقف عن التدخين، فأبطال المسلسل «انقطع نفسهم» من حصة «السبارس» اليومية فى المسلسل.
ومع كل حلقة جديدة تتهلل أسارير مسؤولى شركة الشرقية للدخان فهذا إعلان مجانى عن السجائر ومن قادة ثورة يوليو والزعيم عبد الناصر، وسوف يجذب مستهلكين جددا من الشباب الصغير.
هكذا نجح المسلسل فى عدة أشياء، منها تشويه وقائع وأحداث مرحلة سياسية مهمة فى تاريخ مصر، والوقوع فى أخطاء كارثية دون الرجوع إلى مصادر ومراجع ومؤرخين وأهل ثقة وشهود عيان، والأهم الترويج للشركة الشرقية للدخان التى قد تكون أحد الرعاة أو المشاركين فى إنتاجه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة