تلقيت اتصالًا غاضبًا من اللواء دكتور كمال كاسب، هو يحمل درجة الدكتوراة فى التاريخ القديم، ويعد من القدامى فى سلاح الصاعقة المصرية، وشارك فى حرب اليمن من أولها إلى آخرها، ضمن قوات الجيش المصرى التى ظلت لسنوات هناك، وبالتالى فهو شاهد عليها. وبوصفه الأكاديمى والعسكرى والوطنى المهموم بتاريخ بلده، تحدث لى غاضبًا عن الجدل حول مسلسل «صديق العمر»، وما تقوم به الفضائيات فى ذلك.
جاء الاتصال بعد حلقة قدمتها قناة «أون تى فى» تحدث ضيوفها حول حرب اليمن التى يتعرض لها مسلسل «صديق العمر»، حيث استفز الدكتور «كمال» ما ذكره البعض من أوصاف مثل «مستنقع اليمن» فى إشارة إلى وجود الجيش المصرى هناك، وقال: «دى ناس متعرفش حاجة، يجهلون، ومع ذلك يقولون، أنا لا أشاهد أحدًا ممن حضروا الحرب وشاركوا فيها تستضيفهم قناة فضائية، وهذا إهمال جسيم وفلس كبير، الجيش المصرى كان يقوم بمهمة عظيمة فى اليمن، وقدر الشعب اليمنى هذه المهمة أعظم تقدير»، ويدلل الدكتور كمال على ذلك بما شاهده فى صنعاء يوم تنحى عبدالناصر. يقول: خرج الشعب اليمنى عن بكرة أبيه فى الشوارع يرفض التنحى، رأيت حشود السيدات تحاصر مقر القيادة العامة، صممن على عدم الانصراف إلا بعودة عبدالناصر، وفور أن أذاع أنور السادات بيان عبدالناصر إلى مجلس الأمة بالعودة يوم 10 يونيو انطلقت الزغاريد، وأذيعت خطب عبدالناصر فى كل مكان، كان صوته يجلجل فى صنعاء. قال الدكتور «كمال» إن معدى البرامج الفضائية لا يجتهدون بما فيه الكفاية، وأشار إلى أن قضية الانفصال بين مصر وسوريا التى تناولها مسلسل «صديق العمر» يعرف أسرارها تمامًا اللواء دكتور صلاح خيرى، حيث كان ضابطًا فى سوريا وقتئذ، وعلى تواصل مع المشير عامر وآخرين، ولديه قصص عديدة عن الأوضاع، وبالرغم من ذلك لم يتم استضافته من الفضائيات للاستماع إلى شهادته، فى الوقت الذى نسمع فيه «أى كلام» من أى ضيوف، وقال سمعت من ابن عبدالحكيم يتحدث وكأنه يعرف كل شئ.. ازاى ما أعرفش.
يقول اللواء كمال كاسب إنه تعامل مع المشير عبدالحكيم عامر، «كانت أخلاقه غير عادية، أذكر أننى فى عام 1964 كنت حرس على مقر القيادة العامة فى صنعاء باليمن، كنا قبل شهر رمضان وكان هو موجود، وأشرف على عملية عسكرية فى «أرحب»، رأيته ينزل من العربة العسكرية، فأديت له التحية، وكان يوجد جندى آخر لاحظ المشير أنه مرهق، فسأله: «اتعشيت؟»، فرد الجندى: «نعم»، فقال له: «انزل الميس خد فرخة وكمل عشاك»، وفى أثناء وجوده فى هذه الزيارة، عقد اجتماعًا مع الجنود والضباط، وكنت أحضره، وقام عسكرى يشكو له من أن ضابط ضربه، فسأله: «إزاى ضربك؟»، فشرح العسكرى ما حدث له قائلا: «الضابط ضربنى بالبنية فى صدرى»، فرد المشير: «معلهش، بس خلى بالك زمان كان العسكرى بيضرب بالجزمة»، واحد صف ضابط اشتكى له أنه تأخر فى الترقية، ويحق له أن يكون نقيب، فمنحه الرتبة على الفور شرط أن يراجع ملفه، ولو وجد أنه ليس لها حق فى الترقية، فسيعيده إلى شاويش».