ما هو الأفق الذى تعمل فيه الدولة؟
هذا الأفق لابد أن يعلنه الرئيس وتتولى العمل فى إطاره هذه الحكومة وأى حكومة قادمة. هذا الأفق يتطلب أن يعلن الرئيس بيان المستقبل الذى نسير إليه.
بيان المستقبل ليس برنامجا انتخابيا، ولكنه أفق ورؤية، ويعبر عن إدراكه لكل تفاصيل الواقع المصرى، ولاحتياج الناس وطموحها.
بيان المستقبل لابد أن يعلن فيه عن المدى الزمنى للقضاء على ثلاثى الرعب المصرى الفقر والجهل والمرض الممتد من عشرات السنين ولا ينبغى أن تغرق فيه مصر أكثر من ذلك. فهذا الثلاثى هو وقود التخلف والتطرف والانتكاس الحضارى ولابد أن نبدأ فى هذا الطريق فورا.
بيان المستقبل لابد أن يكون له خطط معلنة يعرف الشعب كل تفاصيلها ويدرك دوره فيها ويعلم ما الذى تؤدى إليه كل خطوة، بحيث يكون الشعب شريكا ومراقبا وله دور وعليه واجب.
مصر لم تعرف خططا ولا أهدافا واضحة وطريقا محدد المعالم إلا بعد ثورة 23 يوليو، بعدها تم تشكيل مجلسين كبار، مجلس الخدمات ومجلس الإنتاج، وهذه المجالس كانت تحدد معالم الطريق وخطواته، وظهر فى هذا الوقت ما عرفه الشعب المصرى فيما بعد بالخطط الخمسية، والمؤكد أنه لا أحد يستطيع أن ينكر أو يتجاهل مهما كان رأيه فى فترة حكم عبدالناصر أنه كانت هناك رؤى شاملة وواضحة تدرك احتياجات مصر فى تلك الفترة، وتعرف ما هو الطريق الذى يجب السير فيه، ولا أحد ينكر أن هذه الخطط وتلك الرؤية نجحت فى تغيير الواقع الاجتماعى والاقتصادى، وأدخلت مصر مرحلة التصنيع، وفتحت آفاق التعليم وغيره.
المؤكد أننا نعلم أن الوطن والشعب والرئيس فى ظرف تاريخى عصيب، ربما لم تمر مصر فى تاريخها الحديث بظرف مثله أو أشد منه خطورة، أننا نعيش مرحلة تاريخية تفرض علينا فيها حربا ضد الفقر، وضد الإرهاب، وضد تمزيق كيان الدولة.
المؤكد أن الأغلبية تدرك هذا الواقع، ولكن فى النهاية هناك قائد ملتزم بعقد اجتماعى بينه وبين الناس، التى منحته خالص وكامل الثقة.
الرئيس أعلن وكرر أنه لن يستطيع العبور وحده، وأنه يريد من المجتمع المشاركة فى مسؤولية العبور، وأول خطوة فى هذه المشاركة أن يحدد معالم الطريق إلى العبور، حتى يتحمل كل مواطن من أغنى الأغنياء إلى أفقر مواطن مسؤوليته، ويدرك موقعه ودوره فى هذا الطريق.