فى الوقت الذى كانت فيه أطراف حمساوية فى القاهرة وغزة تستمع إلى شرح وافٍ لبنود المبادرة المصرية، لوقف الحرب العشوائية المندلعة، ووقف نزيف الدم الفلسطينى، خرج علينا المتحدثون عن الحركة يهاجمون الإعلام المصرى الذى يهاجم حماس، وينقل صورة غير حقيقية عما يحدث فى غزة!
وفى الوقت الذى اعتقدنا فيه أن حماس استهدفت التسخين فى غزة لغرض سياسى أكبر، هو تحريك الموقف المتجمد، والتنويه بضرورة إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة، اكتشفت أن السادة الأشاوس فى حماس مصرون على إحراج القاهرة التى مدت يد المساعدة إليهم، وتحملت منهم الكثير خلال السنوات الثلاث الماضية، وخرج علينا المتحدثون عن الحركة يشترطون حضور قطر وتركيا فى أى مبادرة للتهدئة أو إعلان الرفض، على طريقة «مش لاعبين». وبالفعل أعلن أشاوس حماس رفض المبادرة المصرية فى تصرف عجيب غريب، والأغرب أنهم وضعوا شروط المنتصرين للقبول بأى مبادرة، منها وضع معبر رفح فى الجانب المصرى تحت رقابة دولية، أى المساس مباشرة بالأمن والسيادة المصريين، ونسى أشاوس حماس فى غمرة تطاولهم الفارغ أنهم يقدمون الفرصة على طبق من ذهب إلى الدموى نتنياهو لينفذ اجتياح غزة وإبادة سكانها، وهو ما حدث بالفعل، إذ لم تمضِ أكثر من 24 ساعة، إلا وكان القصف الوحش الإسرائيلى برًا وبحرًا وجوًا يشعل غزة، ويسقط عشرات الضحايا الأبرياء من السكان العزل!
بالطبع لا يمكن غض النظر عن الوحشية الإسرائيلية، ولا عن انتهاز غباء وعناد حماس لقتل الفلسطينيين، وهو الهدف الأول لقوات الاحتلال، لكن لا يمكن غض النظر أيضًا عن مقامرة حماس بدماء الأبرياء الفلسطينيين، ومحاولتهم وبيع هذه الدماء سياسيًا لدعم الموقف الوهمى للدوحة، باعتبارها شريكًا فاعلًا فى العملية السياسية بالشرق الأوسط!
الأدهى والأمر أن أشاوس حماس يقدمون يومًا بعد يوم الصورة المطلوب تقديمها بالضبط فى وسائل الإعلام العالمى باعتبارهم عدوانيين همج يهددون مدنية إسرائيل، ومن ثم يقدمون لنتنياهو الغطاء الضرورى للمضى قدمًا فى ذبح الفلسطينيين، وتدمير جوهر القضية الفلسطينية، إعلان الدولة على كامل أراضى ما قبل 1967، وعودة اللاجئين، واعتماد القدس الشرقية عاصمة فلسطينية، فهل حماس عقاب سماوى للشعب الفلسطينى؟ وهل يمكن أن يستمر هذا العقاب إلى الأبد؟.. اللهم أزح الغمة عن أشقائنا فى غزة، ورد كيد وعدوان المحتلين فى نحورهم.. آمين.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د يحيى حسن
السؤال الكبير