حسناً فعلت «الدعوة السلفية» بمرسى مطروح بإعلانها اعتزال العمل السياسى والتفرغ للدعوة إلى الله، التى أرجو أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة وليس بالتشدد والتطرف والغلظة وصولاً إلى العنف وارتكاب الجرائم كما حدث فى الماضى.
صحيح أن موقف الدعوة السلفية بمطروح لا ينسحب على الموقف العام للدعوة السلفية فى القاهرة والمحافظات الأخرى، وصحيح أن موقفها لا ينسحب على حزب النور ولا على المستقلين من أبناء مطروح المتعاطفين مع الحركة وفكرها، وصحيح أن هناك محاولات - أراها غريبة - لإثناء الحركة عن موقفها لكن يبقى إعلان الحركة اعتزال العمل السياسى مخرجاً فى غاية الذكاء والمرونة قد يكفل لها استمرار الحياة خلال السنوات المقبلة، لعدة أسباب: أولاً، موقف الدعوة السلفية بمطرح المتشدد بالمخالفة لموقف الحركة المركزية فقد دعمت الدعوى بمطروح اعتصام رابعة وبعض أفرادها حملوا السلاح فى وجه الجيش والشرطة وقادوا عمليات تخريب واسعة بمطروح.
ثانياً: أن موقف الدعوة بمطروح كان يصب فى قلب تحالف الإخوان الإرهابية وضد ثورة 30 يونيو، بالمخالفة للدعوة السلفية عموماً ولحزب النور على وجه الخصوص، ثالثاً: أن الدعوة السلفية بمطروح على موقفها السياسى المؤيد للجماعات المتطرفة الداعية للإرهاب يضعها تحت طائلة القانون ويجعل شيوخها وقياداتها مطاردة وممنوعة.
من وجهة نظرى، أرى أن الواجب يحتم عدم بذل أى جهد لإثناء الدعوة السلفية بمطروح عما اتخذته من اعتزال السياسة، وعلى العكس من ذلك أدعو لأن يوضع قرارها فى مكانه باعتباره القرار الصحيح لعموم الحركات والجماعات الدعوية. لنرفع جميعاً شعار الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة انطلاقاً من وسطية الأزهر الشريف وتحت لوائه، بهدف تقوية دعائم الإيمان والحفاظ على مكارم الأخلاق، لا لنشر العنف والقتل والتدمير تحت مسمى الدين أو الجهاد، ولندع السياسة لرجالها وسيداتها الذين يهدفون إلى رعاية مصالح أفراد المجتمع والتعبير عنهم أصدق تعبير.