يشهد سجن طرة حالة مسرحية تبحث عن مسرحيين، مصائر لأناس مهزومين لم يصدقوا بعد أنهم هزموا، يمثلون النظام السابق والأسبق، يتحركون على خشبة واحدة ويعلقون على الأحداث فى الخارج، شخصيات لا تبحث عن مؤلف، كتب الشعب عليهم أن يكونوا معا، شخصيات دراماتيكية وكوميدية وبين بين، يتعبدون ويتصدقون ويخططون ويهربون شرائح المحمول، رموز مبارك يواظبون على الصلاة ويخرجون الصدقات وأكثر تواضعا مع الآخرين، تعلموا التواضع فى السجن بعد ثلاثين عاما من الغطرسة وقسوة القلب والشراسة والطمع، المرسيون يصلون ويعاملون الجنود والضباط وبعض المساجين باستعلاء وفتور، خيرت الشاطر تقدر «زيارته» بستة آلاف جنيه فى الأسبوع، وتوجد سجائر ضمن الزيارات التى تأتيه بانتظام رغم أنه لا يدخن، عادل حبارة الإرهابى موجود بين النظامين اللذين ربياه ولا شك أنه يفكر فى الهروب مرة أخرى، حبيب العادلى والمرشد والبلتاجى وجمال وعلاء مبارك وحازم أبوإسماعيل وباسم عودة وغيرهم معا فى بروجرام واحد، فى «اليوم السابع» أول من أمس نجح الزميل أحمد حسنى فى سرد يوميات أبطال العرض الرمضانى، لا يوجد بيكيت ولا يونسكو ولا أونيل ولا ألفريد فرج ولا محمود دياب ولا ميخائيل رومان ولا يوسف إدريس ولا سعد الله ونوس ولا تشيكوف، لصياغة هذا المأزق الإنسانى الفريد، البلتاجى يخرج منه السجانون شريحة تليفون دولى، وبالطبع لا يوجد معه عدة، لا يخلو العرض بالطبع من الثوار الذين شاركوا فى تغيير المشهد، العادلى قال لجندى فى السجن: «شوفت دعائى عليهم «يقصد الإخوان» عمل فيهم إيه، ولسه يا هيشوفوا»، كل طرف فى العرض يراهن على جمهوره فى الخارج.