كلما وقعت جريمة بحق الشعب المصرى من فلول الإرهاب ومرتزقة التنظيمات التكفيرية الكافرة جلست وترقبت الانفعال والاهتمام الدولى بحقوق الشعب المصرى، وهم أكثر من 90 مليون إنسان، فى الأمن والأمان، وأترقب كذلك أى انفعال أو إدانة من السادة زعماء منظمات حقوق الإنسان والمدافعين عن إنسانية الإرهابيين وحقهم فى محاكمات عادلة.
وفى الحادث الغادر الأخير الذى وقع بكيمن الكيلو 100 بالفرافرة وراح ضحيته 22 ضابطا وجنديا استشهدوا بنيران الإرهاب وهم صائمون قبل أذان المغرب بساعة واحدة، ترقبت ردود الفعل من الدول الأعلى صوتا فى المزايدة والمطالبة بتطبيق حقوق الإنسان، فلم أجد صوتا يساند الشعب المصرى فى ممارسة حقه بسحق الإرهاب والإرهابيين، ولم أجد من يدعم الجيش والشرطة فى حربهما المفتوحة على مرتزقة التكفيريين، ولم أسمع واحدا من أشاوس المنظمات الحقوقية وتجار الشعارات الإنسانية وزعماء التمويل المشروط، ينتفض ويطالب بما طالبت به جموع المصريين من ضرورة الثأر لشهدائنا الأبرار.
الحرب واضحة ومفهومة ومعلنة وأدواتها معقدة تبدأ بغسل الأدمغة وتكوين الميليشيات المتطرفة العمياء وتسليحها لنشر الفوضى فى المنطقة، ثم الضغط على أطراف الدول القوية المستقرة بالمنطقة العربية وتحريك الطابور الخامس فى الداخل لإحداث اضطرابات سياسية وفئوية، تارة تحت شعار المطالبة بالحريات، وتارة أخرى لإعلان قوائم مطالب فئوية لكسر حالة الاصطفاف الوطنى حول هدف واحد وهو وقف النزيف الاقتصادى والنهوض مجددا!
الحرب واضحة إذن، وليس فيها مجال للتهاون أو التهريج أو الإنصات لخطاب الأعداء أو ذيولهم من عملاء الطابور الخامس فى الداخل، فمن يفاصل ويتردد فى إبادة الإرهابيين خائن، ومن يطالب بعدالة القانون لمن يقصد القتل الجماعى للأبرياء خائن، ومن يرفع شعار القانون لمن لا يعترف بالقانون خائن، ومن يزايد على وحدة الصف خلف القيادة المنتخبة فى هذه الظروف الصعبة خائن أيضا، هى حرب نخوضها ونحن لها كارهون، لكنها فرض عين علينا جميعا إذا أردنا أن نصون مجتمعنا وبلدنا وأموالنا وأعراضنا، إذا أردنا النجاة من تخاريف المجانين المسعورين والمرضى فى القاعدة وداعش وجبهة النصرة، وسائر الميليشيات المنتشرة كالأوبئة على حدودنا بفعل أجهزة الاستخبارات الغربية، أما من يتولى يوم الزحف ومن يراوغ كالثعابين فى برامج التوك شو، فلهم ضمير الشعب المصرى يحاسبهم مرة واحدة وإلى الأبد.