إحصائيات "اليونيسيف" تكشف: مصر من أعلى دول العالم فى ختان الأناث.. وأستاذة علم اجتماع: تجريم الظاهرة بقانون أعطى فرصة لـ"الداية" لإجرائه بطرق غير صحيحة.. وأطباء: لم يحد من الرغبة الجنسية للأنثى

الأربعاء، 23 يوليو 2014 07:17 م
إحصائيات "اليونيسيف" تكشف: مصر من أعلى دول العالم فى ختان الأناث.. وأستاذة علم اجتماع: تجريم الظاهرة بقانون أعطى فرصة لـ"الداية" لإجرائه بطرق غير صحيحة.. وأطباء: لم يحد من الرغبة الجنسية للأنثى منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف"
تحقيق أمل علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄ الفتاة تتعرض للنزف من مضاعفات الختان

◄ يعرض الفتاة لمخاطر فيروسى سى وبى

◄الظاهرة تنتشر بريف وصعيد مصر

◄ المواطنون يعتقدون أنه يحد من الرغبة الجنسية عند الأنثى

ينتشر ختان الإناث فى مصر وبعض الدول الأفريقية، ويعتبره المصريون عادة يتوارثها الأجيال رغم أنه لا ينتشر فى معظم الدول العربية، ولم يكن الختان محظوراً من قبل منظمة الصحة العالمية، لكن وقوع وفيات بسبب سوء تطبيقه فى الريف وتلوث الجروح والآثار النفسية المترتبة عليه دفع المنظمات الدولية إلى رفضه وتجريم القائمين على تنفيذه.

وقد أعلنت الأمم المتحدة عام 2005 يوم 6 من فبراير من كل عام يوما عالميا لرفض ختان الإناث، فى محاولة منها لتوعية العالم بمدى خطورته للقضاء عليه.. وتنتشر عملية الختان بشكل رئيسى فى أفريقيا، حيث إن هناك نحو 27 دولة فى أفريقيا تقوم بهذه العادة.

وطبقا لأرقام منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف" تعتبر مصر من بين أعلى الدول تأثرا بهذه الظاهرة، حيث بلغت نسبتها نحو 97%، ولكنها بدأت بالتراجع خلال الأعوام الماضية.

وتعتبر مصر والسودان من أكثر الدول التى تمارس فيها هذه الظاهرة ولكن النسبة فى مصر انخفضت بعد صدور قانون عام 2008 بتجريم ختان الإناث وأصبح ليس مجرد عادة سيئة مضرة للصحة بل أصبح جريمة يعاقب عليها القانون.

وختان الإناث أو تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية حسب تعريف منظمة الصحة العالمية هى عملية تتضمن إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الأنثوية دون وجود سبب طبى باعتباره أحد العادات الثقافية.

وتختلف طريقة أجراء هذه العملية حسب المكان وحسب التقاليد لكنها تجرى فى بعض الأماكن دون أى تخدير موضعى وقد يستخدم موس أو سكين بدون أى تعقيم أو تطهير لتلك الأدوات المستخدمة فى هذه العملية ويختلف السن الذى تجرى فيه هذه العملية من أسبوع بعد الولادة وحتى سن البلوغ حسب تقرير اليونيسيف.

وتعتبر مصر هى أكثر الدول التى تمتلك أعداد فتيات مختونات حول العالم.. وتشير إحصائيات اليونيسيف أن 91% من النساء المتزوجات اللاتى تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاما تعرضن لعملية ختان 72% منها تم إجراؤها من قبل طبيب.

لكن فى المناطق القروية، حيث ينخفض مستوى التعليم، لا يزال الختان يحظى بتأييد من سكان القرى الذين يعتقدون أنه يحد من الرغبة الجنسية للمرأة، ويعتقدون أنه يحميها من العلاقات الآثمة.

وأكدت الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن ختان الإناث ظاهرة موجودة فى المجتمع المصرى وبعض الدول العربية والمشكلة تزداد فى القرى والأحياء الشعبية والعشوائيات وترتبط انتشارها بالعادات الأخلاقية، حيث يربط الناس الختان بالحد من الرغبة الجنسية عند الأنثى وبالتالى يضمن الآباء حسن سلوك بناتهن ولذلك هو ارتباط أخلاقى وليس دينيا وعقيدة قوية لدى الآباء بان ما لم يحدث الختان يمكن أن تنحرف الفتاة.

وقالت، مما لا شك فيه أن ختان الإناث كان يتم بطريقة غير سليمة أو طبية لأن من يقوم به كانت الداية أو حلاق الصحة فيحدث كثيرا من المشاكل العضوية مثل النزيف ولذلك ظهر فجأة قانون يمنع ختان الإناث حتى فى المستشفيات أو لدى الأطباء اعتقادا أن هذا القانون يمنع فعلا عملية الختان ولكن اجتماعيا يجب أن نضع فى الاعتبار أن القانون لا يغير بشكل سريع التقاليد وبالتالى لم يمتنع الناس عن الختان ولكن للأسف استخدمت أساليب غير صحية أو طبية لإتمام الختان.

وقالت بدلا من أن يقوم الطبيب بالختان زاد اللجوء إلى الداية وحلاق الصحة وإلى أطباء يخالفون القانون بأسعار مرتفعة ودون رقابة وفى أماكن غير معدة، لإجراء الجراحة فيها مما أدى هذا إلى مزيد من انتشار المخاطر الناتجة عن الختان بهذه الطريقة فأحدهم قال سوف اختن ابنتى حتى إذا توفيت، لأن الختان بالنسبة لهم حماية أخلاقية لبناتهن.

وأكدت أنه يجب أن نعى تماما أن تغيير العادات والتقاليد الراسخة لا يتأتى بوضع قانون وعقوبات مشددة، لأن العادات أقوى من القانون لذلك نعلم أنه بهذه الطريقة نساعد على التلاعب بالقانون وأخالف القانون وأمارس سلوكيات غير سليمة، ولكن كان من المفروض أن يتم التعامل مع الختان بشكل تدريجى وهو أن يبدأ القانون بأن يسمح للختان فى المستشفيات العامة وعلى أيدى أطباء وفى نفس الوقت ننصح الآباء ويتم توعيتهم فى المستشفيات باعتباره سلوك خطأ والتوعية من خلال وسائل الإعلام ثم يأتى الختان فى المناهج الدراسية نعلم أولادنا من البداية أن هذه الظاهرة خاطئة، وبالتالى يمكن أن نوضح لهم مخاطر الختان ويمتنع الناس تدرجيا من اللجوء إلى هذه العادة وتغييرها.

أما الآن فالختان لم يقل وإنما ظل كما هو ولكن بأساليب تسبب خطورة صحية على صحة الإناث فالعادات الاجتماعية لا يمكن إلغاؤها بقانون.

وأشارت الدكتورة عزة إلى أن هذه العادة متأصلة بالريف ومرتبطة بالجانب الأخلاقى ويعتقدوا أن بإجراء عملية الختان يحافظوا على الجانب الأخلاقى وهذا يؤدى إلى استمرارية السلوك وتتردد الكثير من الحوادث سواء فى الصحف أو فى الأبحاث المختلفة أن هذه العادة لازالت موجودة وبشكل كبير فى القرى والصعيد، ولا يوجد مؤشر يدل على امتناع أى شخص بسبب القانون وأعطينا الفرصة اكبر لأطباء ليس لديهم ضمير وللداية ولكن بمبالغ كبيرة.

وفى سياق متصل، قال الدكتور أحمد محمود أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب قصر العينى مدير مستشفى النساء، إن الختان ضار جدا لأنة يعتقد أنة يتم من أجل منع الانحراف وتحصين المرأة وهذا خطأ وإذا تحدثنا عن الشهوة فهو شىء يتعلق بمخ الإنسان وليس له علاقة بأعضاء الإنسان.

وأوضح فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن الختان درجات وأصعب أنواع الختان هو الختان السودانى والذى يتم فيه إغلاق المنطقة التناسلية لدى المرأة إلا من فتحة صغيرة للسماح بالتبول وتكون صعبة جدا وفى الدرجات الأخف لها أضرار أيضا، لأنه من يقوم بالعملية ليس لديهم دراية بكيفية إجراءها لأنة فى كلية الطب لم ندرس كأطباء عملية تسمى بختان الإناث ولكن الذى ندرسه أنواعها وخطورتها وندرسه على أنه خطأ، والذى يقوم بها غير متخصص وبالتالى لها أعراض وخطورة شديدة مثل النزيف الحاد ويستقبل القصر العينى حالات كثيرة تتعرض للنزف نتيجة الختان والخطورة الأخرى، أنه عضو موجود عند المرأة وله وظيفة وهو الاستمتاع أثناء العلاقة الجنسية فلماذا يتم استئصاله.

وأشار أن هذه العمليات تتم فى أماكن غير مرخصة وبالتالى تتعرض لتلوث الجرح ويمكن أن ينتقل فيروس سى أو أى تلوث بكتيرى نظرا لاستخدام أدوات فى الطهارة غير معقمة.

فيما أكد الدكتور عمر هيكل أستاذ الكبد والجهاز الهضمى، أنه لازالت عادة ختان الإناث موجودة فى بعض القرى والمحافظات الريفية وتنتشر أكثر فى الريف المصرى، وذلك لانتشار بعض العادات الغير صحيحة اعتقادا منهم أن ذلك تطبيقا للتعاليم الإسلامية وهذا خطأ فادح فلا يوجد فى التعاليم الإسلامية أو المسيحية ما يؤيد ختان الإناث.

وأوضح أن الختان يزيد من احتمالية نقل العدوى بفيروسى سى وبى لان الذى يقوم بختان الإناث هو ممرض أو حلاق الصحة ولا يقوم بتعقيم الأدوات المستخدمة فى الختان ويستخدم الآلات لأكثر من شخص بدون تعقيم مما يؤدى إلى انتشار العدوى.

وقد تم إجراء دراسة مصرية أشارت أن من أسباب انتشار فيروس سى هو الختان الجماعى فى المواسم والموالد الدينية وأثناء المناسبات الاجتماعية فى بعض القرى والنجوع، حيث يتم إجراء الختان الجماعى لعدد كبير من الفتيات فى نفس الوقت بنفس المشرط ونفس المعدات الجراحية وبدون تعقيم.



موضوعات متعلقة..


بريطانيا تشن حملة واسعة ضد الختان والزواج القسرى.. ديلى تليجراف: حكومة بريطانيا وضعت خطط لتعقب الآباء المتورطين فى عمليات ختان لبناتهم.. تدريب الشرطة على كيفية التعامل مع تلك الحالات








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة