المخرج الفلسطينى نصرى حجاج المولود فى مخيم عين الحلوة سنة 51 لأب لاجئ وأم لبنانية، هو صاحب فيلم ظل الغياب الذى أرخ للمنفى الفلسطينى، وفيلم «كما قال الشاعر» الذى وثق حياة محمود درويش، كتب قبل أيام على صفحته نيابة عنا:
«لو كان باستطاعتى الذهاب إلى غزة
لا يهم كيف
بالبحر أو بالطائرة
أو عبر نفق طويل
سأذهب لا لأحارب
فأنا لا أعرف استخدام الصواريخ
ولا لأخوض اشتباكا مع قوات العدو
فلم أعد أمتلك لياقة الجسد
التى فقدتها فى حروب ماضية
ولا كى أنقذ الجرحى
والبيوت المدمرة من الدمار
ولا كى أضع كوفية فلسطينية
حول عنقى أمام الكاميرات
ولا كى أقدم أموالا لدعم صمود الفقراء
فأنا لا أملك شيئا
ولا كى أكتب ريبورتاجا حيا
أنال عنه جائزة الصحافة الشجاعة
ولا كى أصنع فيلما
يجوب المهرجانات ويحصد الجوائز
لو كان باستطاعتى الذهاب إلى غزة
فسأذهب
وأجمع أحذية 155 طفلا قتلتهم إسرائيل
أجمع كتبهم المدرسية
أقلامهم حقائبهم ضحكاتهم غرغراتهم
كراسى الحضانة لبعضهم
قنانى الحليب لبعضهم الآخر
أثداء أمهات الرُضّع منهم
حبال السرة للأجنة الذين
سرقت فرصتهم فى التعرف
على عالم الشقاء هذا
لو كان باستطاعتى الذهاب إلى غزة
لجمعت كل أسماء الأطفال
وأخذت الحروف كلها
وصنعت منها لغة جديدة
تهزم اللغات كلها
لتليق بقيامتهم
ولا يفهمها أحدٌ سوى الأطفال
الذين أُبيدوا على أيدى القتلة
فى أوشفيتز وغوطة دمشق وحلبجة
والشجاعية وشاتيلا».