للعام الثالث على التوالى تفرض شخصية البلطجى نفسها على الدراما الرمضانية، وهى العادة التى لم تنقطع منذ هوجة يناير التى أفرزت أسوأ ما فينا وقضت نهائيا على أجمل ما فينا، ويبدو أن مؤلفى الدراما التليفزيونية وقبلهم السينما لم يعد أمامهم إلا نموذج البلطجى ليكون هو البطل الأوحد فى أعمالهم الدرامية، وبعد أن كان هناك خالد يوسف فقط فى السينما باعتباره أشهر من قدم نماذج البطل البلطجى، وكان يعرى قاع المجتمع حتى إن البعض قام بمهاجمته باعتباره أنه يعرض أسوأ ما فينا قبل هوجة يناير، ولكن وبعد هوجة يناير فإن هناك شخصية جديدة ظهرت على السطح وأصبحت هى البريمو فى الشارع المصرى وهى الشخصية التى تأخذ حقها ببلطجة وهى الشخصية التى تستخدم أسوأ لغة حوارية فى الشارع لدرجة أنك لا تستطيع أن تستكمل أى حوار مع هذه الشخصية التى ظهرت بعد هوجة يناير، وظهر ذلك مع الباعة الجائلين وأطفال الشوارع وسائقى التوك توك والميكروباص «شياطين الأسفلت» وأصحاب أسوأ لغة عرفتها مصر وأغلب هؤلاء إما أنهم مسجلون أو بلطجية بالفطرة وأغلب هؤلاء وراء رفع الأسعار فهم أول من يبادرون برفع أجرة الركاب حتى ولو لم يصدر قرار برفع البنزين أو السولار.
هؤلاء جميعا شكلوا عقب هوجة يناير والانهيار الأمنى الشخصية المصرية الجديدة بكل تفاصيلها ولغتها ويبدو أن مؤلفى الدراما وبعد نجاح فيلم الألمانى الذى أظهر هذه النوعية من الشخصية المصريه بدا فى نحت شخصيات أخرى من هذا الانحطاط، وعلى مدى 3 أعوام وبعد يناير 2011 والمشاهد المصرى مبتلى بمثل هذه النوعية من الشخصيات الشاذة والتى فرضت كل مفرداتها على الشارع المصرى الذى علم العالم العربى كله فن الحوار والكلام وكان العرب يزورون مصر لكى يتعلموا فنون الحوار وكانت السينما والإذاعة ثم التليفزيون هى وسائل ارتقاء بالشخصية العربية، ولكن مع الانهيار الاقتصادى والأخلاقى والسياسى قبل هوجة يناير ووصولها للذروة بعد هوجة يناير وحتى الآن فإن بطل الشارع هو نوعية «الألمانى» و«عبده موتة» و«صرصار» وغيرهم من بلطجية هذه الهوجة التى انتقلت من الشارع إلى استديوهات التلفاز والسينما ولم يعد هناك مسلسل رمضانى واحد بدون هذه التيمة وهذه الشخصية التى أصبحت مقررا على المشاهد المصرى لمدة 30 يوما.