سن الأربعين هى أجمل سن للرجال والنساء على حد سواء، عندما نحزن نحزن لمدة أربعين يوما، وعندما يولد طفل فهو يستغرق أربعين يوما حتى يتهيأ لبدء الحياة على الأرض، وقد استمر طوفان نوح أربعين يوما، وقد خرج المسيح إلى القفر أربعين يوما وليلة، وكان محمد فى الأربعين عندما نزل عليه الوحى، وهناك قواعد العشق الأربعون لشمس التبريزى، وهى ممتعة وتحض على التفكير أيا ما كانت درجة الاتفاق والاختلاف معها، فالرواية التى كتبتها الكاتبة التركية «إيلف شافاق عن جلال الدين الرومى تبحر فى الفكر الصوفى وفى أحداث القرن الثالث عشر التى تتشابه وما يحدث الآن ومن أهم القواعد:
«الماضى أسير والمستقبل وهم، إن العالم لا يتحرك عبر الزمن وكأنه خط مستقيم يمضى من الماضى إلى المستقبل، بل إن الزمن يتحرك من خلالنا وفى داخلنا، فى لوالب لا نهاية لها، إن السرمدية لا تعنى الزمن المطلق بل تعنى الخلود.
القواعد الأربعون فى هذه الرواية تؤكد أنها النص الذى تمشى عليه علوم التنمية البشرية، فبها من الحكمة ما يكفى لأن تتصالح مع أصعب ما يمكن أن يأتيك «إذا أردت أن تقوى إيمانك فيجب أن تكون ليّنًا فى داخلك، لأنه لكى يشتد إيمانك ويصبح صلبا كالصخرة يجب أن يكون قلبك خفيفا كالريشة، فإذا أصبنا بمرض أو وقعت لنا حادثة، أو تعرضنا لخسارة أو أصابنا خوف فإننا نواجه جميعا الحوداث التى تعلمنا كيف نصبح أقل أنانية وأكثر حكمة وأكثر عطفا وكرما، ومع أن بعضنا يتعلم الدرس ويزداد رقة يزداد آخرون قسوة.. إن الوسيلة التى تمكنك من الاقتراب من الحقيقة أكثر تكمن فى أن يتسع قلبك لاستيعاب البشرية كلها وأن يظل فيه متسع لمزيد من الحب.
وأغلب هذه القواعد يدور فى فكرة أن الله وحده دليل الإنسان فى تعلم الحقيقة والحرص على ألا نصنع من الحقائق أوثانا «بجب ألا يحول شىء بين نفسك وبين الله، لا أئمة ولا قساوسة ولا أى وصى آخر على الزعامة الأخلاقية.. آمن بقيمك ومبادئك لكن لا تفرضها على الآخرين، وتنتقد هذه القواعد أن الإنسان يعزو كل شىء سيئ فى الحياة إلى الإنسان، بينما الشيطان لا يقبع خارجنا بل هو موجود فى أنفسنا.
وتؤكد القواعد تلك على أنه ليس من المتأخر أن تسأل نفسك هل أنت مستعد لتغيير حياتك ولتغيير نفسك وحتى لو كان قد تبقى من حياتك يوم واحد، ففى كل لحظة ومع كل نفس يجب على المرء أن يتجدد، القاعدة الأربعون تقول: لا قيمة للحياة من دون عشق لا تسأل نفسك ما نوع العشق الذى تريده روحى أم مادى؟ إلهى أم دنيوى؟ غربى أم شرقى.. فالانقسامات لا تؤدى إلا إلى مزيد من الانقسامات، ليس للعشق تسميات ولا علامات ولا تعاريف، إنه كما هو، نقى وبسيط.
العشق ماء الحياة، والعشيق هو روح النار.
يصبح الكون مختلفا عندما تعشق النار الماء.