على الرغم من أننا نستخدم الأدوية لعلاج الأمراض إلا أن الدواء قد يسبب مشكلات تصل إلى حد التسمم إذا أساء الإنسان استخدامه.
وللتسمم الدوائى.. أسباب لا حصر لها إما بتناول الدواء عن طريق الخطأ، وقد يكون عن قَصْد وتدبير رغبة فى الانتحار والتخلص من الحياة، أو قد يحدث التسمم نتيجة التفاعل الخاطئ والمتداخل بين تركيبتين كيميائيتين لدواءين مختلفين، إضافة إلى أسباب أخرى يحدثنا عنها الدكتور محمد سامى، أخصائى أمراض الباطنة ويوضح أساليب الوقاية منها.
احذر تناول جرعة زائدة أو خاطئة من دواءك اليومى
ويشير أخصائى أمراض القلب إلى أن أدوية السكر والقلب والمهدئات والمسكنات والأدوية المُنَوِّمَة، تُعَد من أكثر الأنواع استخداما وانتشارًا بين المرضى، نتيجة انتشار الأمراض التى تقوم بعلاجها على نطاقٍ واسع, ويحذر المرضى بهذه الأمراض من تعاطى هذه الأدوية بشكل غير سليم، كتعاطى جرعات أكبر أو عدم الالتزام بقواعد تعاطيها المتفق عليها أو تعاطى دواء عشوائيا بجانبها دون استشارة مختص، وهو ما يمكن أن يكون سببا فى الإصابة بالتسمم الدوائى نتيجة التغيير فى مكوناتها الدوائية والكيميائية الخاصة، وقابلية تركيبتها لهذا التغير.
الدواء "غَدَّار" لكن يسهل ترويضه
وأكد د محمد سامى أنه يجب أن يأمن الإنسان غَدْر الدواء، لأن مواده الكيميائية قاتلة إذا اِسْتُخْدِمَت بشكلٍ خاطئ، ومفيدة وشافية على النقيض، إذا اِسْتُخْدِمَت بشكلٍ سليم. وشَدَّدَ على أنه يجب الالتزام بالتعليمات المُرْفَقَة بالأدوية المختلفة، واستشارة الطبيب الصيدلى، والطبيب المعالج معًا فى طريقة تعاطى الدواء ومواعيده، والأطعمة التى يمكن تناولها بعده أو قبله، وكذلك إبلاغه بالأدوية التى يتناولها المريض باستمرار بجانب الدواء المقصود، وهو ما يحمى المريض من الإصابة بالتسمم، إضافة إلى ضرورة الحرص على عدم وضع الدواء فى متناول الأطفال.
الصغار الأكثر تضررًا والأكثر إصابة بالتسمم الدوائى
وفى السياقِ ذاته، أشار الدكتور مروان محمد سالم، الصيدلى والباحث فى طب الدواء، إلى أن الأسرة تمر بهذه المواقف كثيرًا، بأن يتذوق طفلها بعض الأدوية، مما يسبب له حالة من التسمم الدوائى، نتيجة حب الاستكشاف والتى فى الأغلب يستخدم فيها الطفل المذاق، كى يحكم على الأمور، لذا ترتفع بشكلٍ ملحوظ حالات التسمم الناتجة عن تناول الدواء بين الصغار عنها فى الكبار.
السرعة وملاحظة الأعراض مبكرًا هى طوق النجاة
ويشير د مروان سالم إلى أهمية السرعة فى التعامل مع حالات التسمم الدوائى لأن سريان السم قد يؤدى إلى الوفاة، إذا لم يتم التعامل بشكلٍ سريع.
وأوضح أعراض الإصابة بالتسمم الدوائى ومنها الشعور بغثيان شديدة بمجرد تناول الدواء، أو بعد مرور فترة قصيرة من تناوله، فضلًا عن الشعور بصعوبة فى التنفس، والإحساس بضغطٍ شديد على منطقة الصَدْر، وقد يشعر المُصاب بحرقة وغليان فى المعدة، يعقبه تقيوء مستمر، وقد يحدث فى بعض الحالات أن يُصَاب المريض بحالة من التشنج فى الجسم والأطراف مع الرعشة القوية بها ويختلف علاج تلك الحالات باختلاف درجة التسمم، والمرحلة التى وصل له، وما إذا كان السم قد جرى فى الدم، أم ظل فى نطاق الجهاز المعوى والمعدة، فضلًا عن طبيعة المادة الكيميائية التى تعاطاها المريض، مع الأخذ فى الاعتبار عِدَّة نقاط، أهمها؛ عُمْر المريض وحالته الصحية بشكلٍ عام، والأمراض الأخرى المزمنة التى يعانى منها والأدوية التى يتناولها، ويقرر المختص حينها إما تنقية المعدة من الدواء عن طريق ما يُسَمَّى بـ"الغسيل المعوى"، أو قد يتطلب العلاج تنظيف الدماء التى طالها التسمم أو استبدالها.
حتى لا يكون الدواء سما قاتلا.. كيف تتجنب مخاطر التسمم الدوائى؟.. الأطفال أكثر عرضة للإصابة.. وتناول جرعات زائدة وتداخل تأثير دواءين معا أهم الأسباب.. والتأخر فى العلاج يؤدى إلى الوفاة
الجمعة، 04 يوليو 2014 12:32 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة