تختفى أدوات الماكياج ومساحيق التجميل من أماكنها المعتادة.. وتتراجع قليلا إلى الوراء.. لتظهر وجوه الفتيات والنساء على حقيقتها وطبيعتها.. تفعل النساء هذا لعدة أسباب.. تقربا إلى الله فى الشهر الكريم!. واستكمالا لعبادة الصوم حتى يتقبلها الله دون نقيصة!. وأخيرا حتى لا تكون فتنة للشباب والرجال، فتتحمل وزرين!
السخرية كل السخرية أن تفعل الفتيات هذا وهن على قناعة تامة بأنهن يؤدين ما عليهن، ويتضرعن إلى الله زلفا بهذه التضحيات الهائلة التى تظهرهن على البشر دون تجميل أو تزين اعتدن عدم الخروج إلا بصحبته، بعضهن يزايدن بطرحة ملقاة على الرأس، وآخريات بملابس فضفاضة تخفى معالم أجسادهن.. وفى الختام يطمعن جميعا فى صوم مقبول، وما أن ينتهى رمضان وتفك سلاسل الشياطين حتى يعدن من حيث توقفن، وربما زاد الكبت التطوعى الذى قمن به فى رمضان من رغبة الإقبال على التزين وارتداء الملابس الضيقة والقصيرة.. فتجئ العودة قوية ولافتة.. حقا أن ربك واسع المغفرة.
(2)
يمكن للإنسان أن يضرب كل الأرقام القياسية فى الجلوس أمام شاشة التلفزيون يشاهد الأعمال الدرامية الساعة تلو الساعة، وربما لا يدرى بنفسه إلا وهو قائم لسحوره بعد أن ترك فطاره منذ عدة ساعات فى آخر مشهد له خارج الشاشة الصغيرة، يتناول الإنسان وهو جالس أمام التلفزيون كل ما تطوله يداه من "ياميش" وقراقيش وعصائر وحلويات وفاكهة دون كلل أو ملل.. ولا يبارح مكانه إلا لقضاء حاجته، طمعا فى مكان إضافى فى معدته المتخمة لمزيد من متع الأكل التى يحرمه منها الصوم، حقا أنها عبادة التقشف والصبر والتكافل والتعبد إلى الله وتعميق الإحساس بآلام وأوجاع الفقراء!!
3
يتنافس المسلمون فى قراءة القرآن، منهم من يختمه مرتين أو ثلاثة وربما أكثر، البعض يبدأ رحلة البحث عن مصحف فى المنزل مع أول أيام الصيام، يزيل من فوقه تراب السنة الماضية، ويضعه فى مكان ظاهر وفى متناول يديه، البعض يخصص وقتا بعينه لإنجاز مهمة قراءة جزء كامل فى اليوم على الأقل، والبعض الآخر يقرأ كل ما تيسر له وقت فراغ فى المواصلات أو أثناء إعداد الطعام، وكثير يستغلون أوقات العمل فى القراءة، ولا داعى للشغل.. هو صوم وشغل كمان !!
ليس مطلوبا أبدا أن تتدبر المعانى والعظات القرآنية، المطلوب أن تنهى الواجب المفروض عليك، وتنجز قراءة جزء كامل فى اليوم، مرر عينيك فقط، فالقراءة بصوت قد تصيبك بالإجهاد والعطش!!
الجيل الجديد صار إلكترونيا فى كل شىء حتى فى قراءة القرآن، فاستبدل المصاحف الإلكترونية بالورقية، وأصبحت أجهزة التليفونات المحمولة بديلا جيدا للقراءة أو الاستماع، التسارع نحو تحميل برامج قراءة القرآن بأنواعها المختلفة برامج الآذان، وبرامج التذكير بمواعيد الفطار والسحور يبدو مظهرا لافتا، صار الموبايل بديلا للكثير من حاجاتنا وعلاقاتنا وحتى حياتنا الاجتماعية التى نمارسها عبر الفيس بوك وبرامج المحادثة، حقا أنه شهر قراءة القرآن وتدبر معانيه والعمل بها!!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
تحياتى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عابد
فاستبدل المصاحف الإلكترونية بالورقية.
أعجبنى فعلا هذا التعبير فى لغويته و كنت قد نسيته
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عابد
خطأ جسيم يقع فيه كثير منا فى رمضان
هو صوم وشغل كمان !!