فى الثالث من يوليو 2013 ولد الشعب المصرى من جديد، بعد إنقاذ البلد من براثن عصابة الإخوان الإرهابية، ومنذ ذلك اليوم لا يصدق أفراد العصابة أنهم طردوا من مقاعد السلطة التى أرادوها لتمرير مشروعهم التدميرى، غافلين أن مصر محفوظة، وآمنة إلى يوم الدين.
والثالث من يوليو ذكرى الإطاحة بالمعزول، أرادتها جماعة الإخوان يوما فاصلا فى حكم مصر، كما روجوا لذلك على مدى الأسابيع الماضية، وكما فعلوا سابقا بخصوص أيام كثيرة توافق أحداثا مشهودة مثل 6 أكتوبر، و25 يناير إلخ، فماذا فعل الإخوان فى هذا اليوم الفاصل؟ وهل تعلموا منه شيئا؟ وما هى أهدافهم فى المرحلة المقبلة؟
أولا: لم يحقق الإخوان فيما أسموه باليوم الفاصل شيئا على الإطلاق، وإنما أكدوا مجددا الصورة الذهنية الشائهة عنهم كجماعة إرهابية تعتمد العنف والقتل منهجا ضد الأبرياء، وضد كل من يخالفهم الرأى.
الإخوان فى يومهم الفاصل ألقوا عددا من القنابل الصوتية والبدائية، نظموا مسيرات محدودة ترفع شعارهم المقدس «رابعة»، وتهتف بشعارات مسيئة للجيش والشرطة والرئيس، الأمر الذى استفز عموم الناس فى الشوارع والمحال فاشتبكوا معهم، وسقطت إصابات.
إجمالا لم تحقق الإخوان أى شىء إيجابى من وراء الترويج والحشد ليوم 3/ 7، على العكس من ذلك، مزيد من الانكشاف، مزيد من العداوة مع الشعب، مزيد من الفضائح لضعف الحشد، مزيد من العنف المرفوض، ومزيد من التقوقع داخل الفكرة المتطرفة التى ترى الجماعة على ح،ق وكل من عداها على باطل!
لكن، هل تعلم الإخوان شيئا من اليوم الفاصل الذى روجوا له؟ الإجابة القاطعة: لا، فهم لم يتعلموا من كل الأيام السابقة -وما أكثرها- شيئا، بعد أن اعتبروا كلا منها يوما فاصلا، وروجوا له على أنه الثورة الثالثة، وأن الشعب المصرى كله وراءهم، وسيخرج فى الميادين، وكانت النتيجة خيبة ثقيلة للقيادات التى تعيش فى الوهم.
سيظل أعضاء الإخوان على ما هم فيه من ضلال وتغييب ما دامت جماعتهم تسير على نهج الطاعة العمياء، والأوامر التى تتدفق من الزعماء فى مكتب الإرشاد وما دونه إلى القواعد ومسؤولى الأسر والشعب، وما دام الأمر قائما على نظرية الخداع وغسيل الأدمغة، وعلى الإبقاء على فكرة الجماعة نفسها.
قيادات الإخوان أضعف من أن تعترف بالخطأ، لأن فى ذلك تغييرا شاملا للمنهج الذى تأسست عليه الجماعة، وعاشت سنوات وهى تجتر أفكارها وكليشيهاتها، باعتبارها جماعة نقية مظلومة وقفت فى وجه الطغيان.
وبدلا من شجاعة الاعتراف بالخطأ، ورؤية الحقائق على الأرض، والاعتذار للشعب عن عمليات العنف والإرهاب المرتكبة، يواصل قيادات الإخوان التغرير بالقواعد، حتى لو كان فى ذلك ضياعهم.
يفضل قادة الإخوان الانتحار السياسى والفعلى، على أن تحاسبهم قواعدهم، وعلى أن يحسبوا باعتبارهم الجيل الذى تسبب فى تدمير الجماعة، التى كان ولابد أن يأتى يوم تأفل فيه وتتحول إلى ميليشيا محظورة ومطاردة.
فى المقابل يستمد قادة الإخوان بعض القوة ويتعزز لديهم طريق العند بما يلقونه من دعم الأجهزة الغربية، التى تضع احتمالات لعودتهم بصورة أو بأخرى إلى الواجهة، حال نجاح مشروع تفتيت الدول العربية، وتعميم نموذج الحرب المذهبية بين الميليشيات المتصارعة فى العراق. فالآلة الإعلامية الغربية الموجهة عمياء عن كل الممارسات الإرهابية للإخوان، وتنتفض للدفاع عن النسخة السياسية من حقوق الإنسان، حال ضبط الإرهابيين ومرتكبى أحداث العنف.
إلام يستمر هذا الاستعراض الانتحارى الإخوانى؟ حتى تستعيد الدولة كامل عافيتها، وتتأكد فشل ومشروع الفوضى الشامل للمنطقة جنوب البحر المتوسط.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة