ناصر عراق

القاهرة.. لهجة ساحرة.. وطاغية!

الأحد، 06 يوليو 2014 04:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت أتمنى أن تعد الحكومة برنامجًا حافلا بمناسة الاحتفال بذكرى إنشاء القاهرة، فأنت تعلم أن جوهر الصقلى وضع أساس بناء مدينتنا الخالدة فى 6 يوليو 969، أى منذ ألف و45 عامًا، لكن يبدو أن الحكومة تعانى ارتباكا مزمنا فى مواجهة الجماعة الإرهابية التى دفعت الشباب المخدوع من أعضائها إلى اقتراف أعمال عنف وشغب!
إن عبقرية القاهرة تكمن فى كونها مدينة شاملة بامتياز، بمعنى أنك إذا أردتها مدينة اقتصادية استجابت لك، وإذا أردتها مدينة صناعية استجابت لك، أما إذا أردتها مدينة تراثية أيضا استجابت لرغبتك، وإذا شئت أن تكون القاهرة مدينة سياحية فسوف تجد فيها كل المغريات القديمة التى تجذب السائح، ولا تنس أنك إذا أردتها مدينة ثقافية فستستجيب لك على الفور!
هذه الغزارة فى مكونات القاهرة كوم، ولهجة أهلها كوم آخر، ففى عالمنا العربى لا توجد مدينة أوعاصمة فى أية دولة تفرض لهجتها بالحسنى على بقية اللهجات الأخرى لتلك الدولة إلا القاهرة، فهذه العاصمة التاريخية ابتكر أهلها لهجة بالغة اللطف والطراوة.. سهلة النطق والاستقبال.. ذات رنين محبب، وقد طغت على كل اللهجات المصرية الأخرى، حتى صار المصرى غير القاهرى يتحدث بها إذا هبط أرضها!
لاحظ من فضلك أن مجمل الإبداع المصرى المنطوق تلقيناه باللهجة القاهرية، فسيد درويش يغنى بلهجة القاهرة، كذلك أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم، حتى فريد الأطرش – السورى – ووردة الجزائرية وفايزة وصباح ونجاح سلام كلهم يغنون باللهجة القاهرية، وفاتن حمامة وزكى رستم ومحمود مرسى يمثلون بلهجة القاهرة، أما نجيب الريحانى وفؤاد المهندس وعادل إمام فقد أضحكوا ملايين المصريين والعرب باللهجة نفسها، وجمال عبدالناصر أشعل أفئدة الملايين بالحماسة بلهجة القاهرة.
لا أعرف كيف استحوذت هذه اللهجة الساحرة على ألسنة الناس، هل للنيل دور فى ذلك؟ هل للمناخ المعتدل تأثير ما؟ لا أدرى، وليت علماء اللغة والصوتيات يخبروننا ما سر السحر الكامن فى هذه اللهجة؟ وما سر نفوذها المستمر؟
دعنا نطالب أن تعد الحكومة الحالية احتفالا مهيبًا فى ذكرى ميلاد القاهرة 1050 الذى سيحل بعد خمسة أعوام.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة