تشرق شمس الوجد فى سماوات القلب فيرتجف الفؤاد من سيل الأنوار العلوية الربانية ويقع السجود لكل موجود فى دائرة القلب والعقل وكل حسب موقعه ومكانه وسموه الكل يسبح الله كثيرا «سبحان الله» ويكبر الله برضا وبحب «الله أكبر».. وتهب نسمات تنهيدات الحب لتتراقص طربا أشجار الأفعال وزهور الأقوال وتهرع أمواج الدموع إلى شاطئ الأزل لتسجد كما سجدت من قبل عند «ألست بربكم» إنه بكاء فرح وغبطة.
كل قطرة بحر من الأنوار التى تصدر عن صدر يتمايل مما يعتمل فى داخله من أشواق من أجل اللقاء: «من أحب لقائى أحببت لقاءه». نعم كلى يحب وليس فى كيانى سوى هذا الحب للقدوس الرحمن الغفور مصدر الهنا والسرور والحياة والخلود.
من خاض بحار الهوى لم يهوَّ ولكنه ارتفع وحلق فى العلا واستيقظ كل شىء فيه فهو كله عيون ترى ما لا يراه الناظرون وقلب ملء الصدر وجرت دماء العشق وإلهام فى عروقه.. من مات وهو كالنسمة الطيبة وكالومضة عاشقا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فهو شهيد الحب.. دماؤه كأنها المسك الحاملة للسر الأكبر «لا إله إلا الله» منشدة أنشودة الخلود «الله لا إله إلا هو الحى القيوم»، به الحياة وبه الإيجاد من العدم وبه نور العين والقلب ونبض الحياة فى بحور التواجد ومنه الرحمة والمغفرة. إنه الجمال «الله جميل يحب الجمال» فى كل شىء. وأيضا «الله طيب لا يقبل إلا طيبا» ما أعظمه من رب وما أجمله من إله قدم لنا الجمال فى كل شىء حولنا وفينا.
المحب يسير على الأرض وهو طائر يطير بأجنحة الهيام ويزداد رفعه وقرب ويرى بكله ويرى ربه فى كل مكان: «ليس كمثله شىء وهو السميع العليم». «إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا..» كما استقام رجال الله وكما استقام تاج رجال الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الإنسان الكامل ينتفى عنهم الحزن والخوف فلا خوف مع الرحمة الربانية ولا حزن مع السلام رب العالمين. إنه كل شىء وله كل شىء وأنا به وإن لم أكن فأنا عدم. به سبحانه وتعالى الحياة الكاملة النورانية الطاهرة السرمدية حيث هو ومن عاش يحبه.
«فروا إلى الله» من فر إليه سبحانه وتعالى ناج من كل العذابات وغمرته الرحمة والنور وعرف الأمان والسرور وقالت الملائكة هذا من السعداء وذاق معنى القرب ورأى من أسرار الملك والملكوت ما يسكر العقول فيقول الحمد لله إن ربى الله هو المعبود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة