محمد فودة

محمد فودة يكتب.. قطع "رأس" الإرهاب الأسود مسئولية الجميع

الأحد، 06 يوليو 2014 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل مكتوب علينا أن نظل هكذا ندور فى حلقة مفرغة، وإلى متى سيظل المواطن البسيط مغلوبًا على أمره وهو يجد نفسه يعيش نفس اللحظات المرعبة كل فترة، فيشعر بأنه غير آمن على حياته أو على أسرته سواء فى البيت أو فى الشارع أو حتى فى عمله.
فها هو الإرهاب الأسود قد عاد مجددًا ليطل علينا بوجهه القبيح ليفسد علينا فرحتنا بمرور عام على ثورتنا الشعبية العظيمة ثورة 30 يونيه، وما تبعها من مناسبة غالية على نفوسنا جميعا وهى يوم 3 يوليو الذى شهد اللحظة التاريخية التى تمثلت فى عزل الجماعة الإرهابية عن حياتنا العامة وإقصائها عن الحياة السياسية بإجماع كافة القوى السياسية وبإرادة شعبية غير مسبوقة فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر.

نعم أن الإرهاب الأسود والذى تحركه تلك الجماعة الملطخة أيديها بدماء الأبرياء من أبناء الشعب قد عاد للظهور مرة أخرى فى حياتنا، وذلك من خلال زرع عدة قنابل فى مناطق متفرقة على أرض مصر، حتى وإن كان معظمها قد تم إبطاله قبل انفجارها بوقت قصير إلا أن ظهور تلك التفجيرات فى حياتنا وبهذه الصورة المستفزة يمثل خطراً حقيقياً على الاستقرار الذى ننشده والذى ينتظره الجميع بعد كل تلك الفترة التى عشناها فى أعقاب ثورة 25 يناير، التى تفشت خلالها ظاهرة الانفلات الأمنى الذى خيم على المجتمع وألقى بظلاله السوداء على كافة مظاهر الحياة فى مصر.

واللافت للنظر أن تلك الحوادث الإرهابية قد عادت لتطل برأسها القبيح وسط مناخ من التخبط الكبير من جانب من تبقى من قادة تلك الجماعة الإرهابية الذين هربوا خارج البلاد، ويديرون أعمالهم الإرهابية من الخارج فى بعض الدول الداعمة للإرهاب والتى تعمل لصالح تنفيذ أجندات خارجية تستهدف زعزعة أمن واستقرار مصر, فمن تبقى من قادة تلك الجماعة ما يزالون يتحدثون عن الشرعية وعن رئيسهم الذى صار معزولا بإرادة شعبية وبإجماع وطنى وبثورة لم يشهد لها العالم مثيلا من قبل، والمثير للدهشة أن هناك بعض الدول ما تزال تصدقهم وتدعمهم وتحاول قلب الحقائق وإفساد تلك الصورة الرائعة التى ظهر عليها الشعب بكافة طوائفه وفئاته فى 30 يونيه.

وهى فى رأيى ما يجعل الأمر بالنسبة لنا غاية فى الأهمية ويؤكد ضرورة التصدى لتلك الحوادث الإرهابية المتمثلة فى التفجيرات وما شابهها من حوادث غدر وخسة ونذالة، نعم التصدى لها بكل عنف وحزم وحسم وشدة فعلى أجهزة الدولة عدم التهاون مع مرتكبى تلك الحوادث أو حتى المتورطين فى تسهيل القيام بتلك الحوادث الخسيسة، والضرب أيضاً بيد من حديد على كل من تسول له نفسه القيام بـ "تعكير" صفو المصريين وتعطيل عجلة التنمية التى بدأت تدور مجدداً فى أعقاب تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم.

ولأن المسألة فى غاية الأهمية والخطورة فالمهمة ليست قاصرة على أجهزة الأمن وحسب بل على المجتمع أيضاً ضرورة الإسهام فى تلك المهمة الوطنية بمعاونة الأجهزة الامنية فى ملاحقة مرتكبى تلك الحوادث الإرهابية الغاشمة، فالمواطن يجب أن يكون إيجابياً وأن يكون على يقظة تامة لما يجرى من حوله، فحتى لو كان الأمر مجرد اعتقاد بأن هناك شيئا ما غير عادى فى مكان ما فعليه أن يتخلى عن سلبيته فوراً وأن يبلغ الأجهزة الأمنية التى قد تفرق معها كثيراً عدة ثوانى تتمكن من خلالها إبطال مفعول قنبلة أو ضبط أحد المتورطين فى زرع أخرى.
نعم الإرادة الشعبية التى أطاحت بحكم الإخوان فى 30 يونيه قادرة على صنع المعجزات، الإرادة الشعبية بوقوفها إلى جانب الدولة ستكون قادرة على بتر تلك العناصر الإرهابية من جسد الأمة وتخليص المجتمع من شرها وعنفها وفسادها.. نعم الإرادة الشعبية لديها من القدرة ما يجعلها تستطيع فى أى لحظة "قلب" موازين القوى وتغيير ملامح المجتمع فى غمضة عين.

لذا أرى ضرورة أن نتكاتف جميعاً حكوما وشعبا من أجل التصدى لهذا الإرهاب الأسود الذى عاد ليطل علينا مجددا وأن نقوم بـ"تضييق الخناق" عليه فى كافة الاتجاهات حتى يتم التخلص منه تماماً وحتى لا تقوم له قائمة مرة أخرى.. لأن خطورة تلك الحوادث الإرهابية المنظمة والممنهجة أنها لا تتسبب فى قتل جندى أو ضابط أو حتى مواطن برئ وحسب، بل هى تقتل وتصيب المجتمع ككل فتلك الحوادث وبهذه الكيفية "الحقيرة" تضرب الاستقرار فى مقتل وتثير الفوضى وبالطبع فإنها فى هذه الحالة تتسبب أيضا فى توقف قطار التنمية، الذى بدأ بالفعل فى التحرك والخروج من محطة "الخمول" التى ظل راكداً فيها على مدى أكثر من 3 سنوات مضت.

فوقوا يا مصريين .. الخطر يحيط بنا من كل جانب.. لابد أن نساند الدولة بكل ما أوتينا من قوة فى حربها ضد الإرهاب وأن نكون بمثابة "حائط الصد" فى مواجهة عدو يتربص بنا ويهدد حاضرنا ومستقبل أولادنا أيضاً.









مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

دفن رؤوسنا فى الرمال وتجاهل مشاكلنا من جذورها هو الخطر الحقيقى الذى يهدد كل حياتنا

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة