الجديد هذه المرة، هو اعتبار قرار رفع الدعم عن البنزين والسولار والغاز والكهرباء انتصارا للفقراء، وأن مع هذا الرفع ستتحقق العدالة الاجتماعية، لدرجة أن وزير النقل هانى ضاحى قال فى مداخلة تليفزيونية إن ما حدث هو أعظم قرار للحكومات المتعاقبة فى تاريخ مصر، أى أعظم من قرار الحرب فى 73 وتأميم القناة وبناء السد العالى، المتحذلقون اعتبروه شرا لابد من إصلاح الاقتصاد، الجديد أيضا أن الشخص الذى سيعترض على رفع الأسعار سيعامل على أنه ضد السلطة الجديدة فى مصر، فى حين أن أى زيادات فى الأسعار فى أى مكان فى العالم تقابل بالغضب والمظاهرات.
الحكومة تراهن كثيراً على التفويض الذى منحه الشعب للرئيس، وتعتقد أن هذا التفويض يكفى لمحاصرة الغلابة، أنت أمام مشهد جديد تطالب فيه المتضرر بالتصفيق لقرار ينال منه شخصياً.
الإعلاميون الكسيبة يتحدثون عن ضرورة التكاتف لإنقاذ مصر وعن بعد نظر الحكومة التى تقطع من لحم الحى لكى لا ينهار الاقتصاد، وإذا عارض أحدهم فسيقول إن الخطأ كان فى اختيار التوقيت، تشعر أن قطاعا كبيرا من الذين يشكلون الرأى العام توقفوا عن زيارة أهلهم فى القرى، وأنه تم اختزال الفقراء فى النماذج التى يلتقونها يوميا فى الفنادق الكبرى والقنوات الفضائية، العجز فى الموازنة فى النهاية يتم تسديده من قوت الفقراء، فى وقت بلغ فيه التهرب الضريبى عن الشهر الفائت فقط 11 مليار جنيه، سيحدثونك عن المكاشفة والمصارحة ومواجهة النفس، وربما وضعوك فى خانة الإرهابيين لأنك لم تعد قادرا على مواجهة أحزان أهلك.. المدعومة.