محمد فودة

محمد فودة يكتب.. قرارات السيسى «الإصلاحية» سيذكرها له التاريخ

الأربعاء، 09 يوليو 2014 04:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما أن صدرت قرارات الحكومة برفع الدعم عن أسعار الوقود والكهرباء حتى قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن، كما تحول الحديث عن ارتفاع الأسعار هو حديث الصباح والمساء داخل كل بيت وفى كل مكان على أرض مصر، وظل الجدل مستمراً بين كل طبقات المجتمع، الأغنياء والفقراء على حد سواء.
ولكن ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى فى لقائه برؤساء تحرير الصحف يضع النقاط فوق الحروف ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا بالفعل محاطون بأخطار جسيمة، فحسب قوله نحن نواجه الآن حرباً شرسة سواء من الداخل أو من الخارج مما يتطلب تكاتفنا جميعا من أجل أن تمر تلك الأزمة بسلام.
لقد توقفت طويلاً أمام تلك الصراحة التى اتسم بها حديث الرئيس وهو يشرح أبعاد المشكلة ومو ما سبق أن طالبنا به مرارا وتكراراً ذلك بأن يخرج علينا الرئيس ويصارحنا بحقيقة الوضع الذى نحن عليه الآن، ويوضح لنا أبعاد المشكلة الاقتصادية التى تكاد تطفئ أى بارقة أمل فى النهوض بالمجتمع نهضة حقيقية. مشيراً إلى ضرورة مواجهة التحديات ومصارحة الناس ومحاربة الذين يستغلون معاناة الناس برفع الأسعار موضحاً أن آلية ضبط الأسواق مستمرة منذ فترة وتحتاج 6 شهور لإتمام فعاليتها.
ولكن وللأسف الشديد لم يعتاد الشعب على هذه المصارحة من رئيس جمهورية أو حتى من رئيس وزراء، فجاء رد الفعل تجاه قرارات رفع أسعار الطاقة والكهرباء على غير المتوقع على الرغم من كل تلك التأكيدات من جانب الحكومة التى كررت وما زالت تكرر أن هذه القرارات تصب فى نهاية المطاف فى صالح الغالبية العظمى من أبناء الشعب وعلى وجه الخصوص طبقة محدودى الدخل.
ولم تفلح تصريحات المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء فى تهدئة الرأى العام على الرغم من كل تلك الصراحة التى ظهر عليها أيضاً رئيس الوزراء فى المؤتمر الصحفى الذى عقده لتوضيح وجهة نظر الحكومة فى هذه المسألة فقد قال إن «العدالة الاجتماعية لا تتحقق بدعم الأغنياء وكان لا بد من تحريك الدعم»، مشيراً إلى أن الفقير هو من يدفع الدعم للغنى بشكل غير مباشر، موضحًا أن هدف الحكومة بتحريك أسعار الوقود هو تحقيق عدالة التوزيع.
أقولها وبكل صراحة أن تلك القرارات الجرئية التى أصدرها الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخراً من أجل الإصلاح وإن كانت تبدو صادمة ومثيرة للجدل إلا أنها سيذكرها له التاريخ وستذكرها له الأجيال القادمة لأنه أراد بتلك القرارت خلق مستقبل أفضل للأجيال القادمة حتى لو دفع ثمن ذلك من شعبيته الكبيرة التى حظى بها بعد ثورة 30 يونيو، فبكل تأكيد سوف يستغل من تبقى من أعضاء الجماعة المحظورة هذه القرارات فى «التهويل» ونشر الشائعات والأكاذيب حتى تفتت وتضعف شعبية الرئيس وحتى تصبح الحكومة فى موقف حرج خاصة أن الأمر يتعلق برفع الأسعار فى الكثير من السلع التى يحتاجها المواطن فى حياته اليومية كنتيجة طبيعية لتلك الزيادة فى أسعار الطاقة والكهرباء.
ولكن الرئيس الذى عرفناه مقاتلا شرسا أبداً لن تثنيه تلك الحروب التى يشنها هذا الفصيل المرفوض مجتمعيا ولن يتردد لحظة فى المضى قدما نحو تنفيذ خطط التنمية الحقيقية التى بكل تأكيد ستعود بالخير على أبناء الشعب المصرى فى القريب العاجل إن شاء الله.
أقولها وبكل صراحة وأناشد الرئيس السيسى بأن يسير فى طريقه نحو التنمية فالمخلصون من أبناء هذا الوطن يقدرون ويعدون جيداً قيمة ما يقوم به من خطوات إصلاحية، فالظروف الراهنة تستوجب علينا جميعاً الالتفاف حول الرئيس ومساندته ومؤازرته حتى يتمكن من تحقيق حلم كل مصرى وهو أن يعيش حياة كريمة.
وإذا دققنا النظر فى مسالة رفع أسعار الطاقة والكهرباء نجدها تصب فى نهاية الأمر فى مصلحة المواطن البسيط فقد وفرت تلك القرارات للميزانية ما يقرب من 51 مليار جنيه، وهى القيمة المتوقعة لدخولها للموازنة بدلًا من أن يتم سدادهم بفوائدهم على حساب الأجيال القادمة.. وهنا أرى ضرورة أن يتم استثمار هذا الفائض فى الميزانية فى إقامة مشروعات تنموية وفى تطوير الخدمات التعليمية والصحية التى يحتاجها أصحاب الدخول الصغيرة والمتوسطة، فمحدودى الدخل فى أمس الحاجة إلى تغيير شامل فى منظومة الخدمات التى تقدمها لهم الدولة وفى هذه الحالة يكون بالفعل قد وصل الدعم إلى مستحقيه حتى لا تتحول قرارات رفع أسعار الوقود والكهرباء إلى مايشه القنابل الموقوتة القابلة للانفجار فى أى وقت.
المرحلة التى نمر بها الآن حرجة وخطيرة وتتطلب حكمة فى إدارتها حتى لا يتم استثمارها من أجل تصعيد حالة الغليان التى تجتاح فئات كثيرة من أبناء الشعب الذين يمثلون شريحة محدودى الدخل.
لقد اختار الرئيس السيسى الطريق الصعب وهو طريق المصارحة والدخول بشكل مباشر فى المشكلة بحثاً عن الحلول العملية فهو كرجل عسكرى وتربى فى المؤسسة العسكرية المصرية المشهود له بالكفاءة والانضباط لا يقبل بأنصاف الحلول أو إعطاء المسكنات، فهو يؤمن بأن الطريق المستقيم هو أقرب الطرق للوصول بين نقطتين.
لذا فإننى أرى ضرورة أن نتكاتف جميعا ونلتف حول الرئيس لأن هذه المسألة تتعلق بالروح الوطنية التى تجلت فى أروع صورها حينما خرج الشعب بالملايين فى ثورة 30 يونيو، وهو الدافع الوطنى المحبور بداخلنا تجاه مصر التى كانت أم الدنيا والتى ستصبح كل الدنيا بتكاتفنا جميعا إن شاء الله.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة