حين تتجسد البراءة والطهر والنقاء فى شخص إنسان.. وحين لا تحلم وأنت ترى واحدة من الحور العين وهى تعيش بجوارك.. وحين لا تجد مكانا يمكنه أن يأويك وينقذك من سحر عينيها، وعذوبة ورقة ضحكاتها، ولا تملك سوى الاستسلام الكامل ورفع جميع الرايات البيضاء معلنا هزيمتك بعدد وافر من الأهداف الملعوبة.. وحين تريد عتابها، يهرب منك غضبك وتأبى صرامتك وتكشيرتك أن يلازماك سوى أجزاء من الثانية، تبحث بعدها عن أى ساتر تخفى فيه ابتسامة نافذة إلى وجهك، بسرعة لا يمكن لمقاييس السرعة المعتمدة عالميا قياسها، ولا صد ولا رد يجدى معها .. وحين تدرك أن هذا العالم بكل كآبته وقسوته وشروره لا يساوى نظرة حانية من عينيها، ودقائق تقضيها معها وهى تتخفى بين ذراعيك تطلب الحماية والأمان، وهى على يقين كامل بأنك أنت وحدك من يمكنه أن يمنحهما لها.. وحين تأخذك الحياة بضغوطاتها ومطالبها ومعاناتها التى لا تنتهى، وتنتبه فجأة أن هناك شيئا ما ينقصك، وهو الحل الأمثل لكى تأخذ قسطا من المتعة، فتبحث عنها وتناديها، فتنسيك طلتها البريئة أوجاعا وهموما لا تنسى.. وحين تتيقن أنك حين تعافر فى هذه الدنيا، وتسعى فى مناكبها طلبا للرزق، وتتخبط يمينا ويسارا، لأجل إسعادها وتأمينها وراحتها.. وحين تتعلم أن للحب والعشق والغرام منازل لم نصلها بعد، وأن كل مشاعر الشوق واللهفة على لقاء المحبوب، والعذاب والمعاناة فى غيابه التى عرفناها طوال حياتنا هى مجرد مشاعر ساذجة لا تساوى قطرة فى بحر ما تشعر به تجاهها.. وحين يستقر فى قلبك ووجدانك أن هناك فى هذه الحياة شخص موجود بالفعل، لا يمكنك أن تتردد فى أن تقدم له كل ما تملك، ليس أموالك ولا وقتك ولا اهتماماك ولا حتى قطعة من جسدك، بل عمرك كله إن تطلب الأمر.. وحين وحين وألف حين.. فأنا على موعد مع فرحة عمرى ونبض قلبي.. ابنتى " فرح " .. اللهم لك الحمد والشكر على هذه النعمة الغالية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة