ناصر عراق

زائر الفجر.. الطيب!

الأحد، 10 أغسطس 2014 10:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعلك تذكر السمعة الرديئة لمقولة (زائر الفجر)، والتى ارتبطت فى أذهاننا برجال مباحث أمن الدولة غلاظ القلوب الذين كانوا ينقضون على بيت المعارض السياسى فى الفجر، فيعتقلونه بعد أن ينشروا الرعب فى منزله، ثم يختفى صاحبنا المسكين من الوجود شهورًا وأحيانا سنوات، حيث لا يعرف أحد عنه شيئا.. أقول.. لعلك تذكر هذه المقولة البائسة التى راجت فى أزمنة الحكام السابقين لدرجة أن السينما تناولتها فى فيلم يحمل الاسم نفسه للمخرج ممدوح شكرى عرض فى عام 1975 وكان من بطولة ماجدة الخطيب وعزت العلايلى ويوسف شعبان.

لكن يبدو أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أراد أن يمحو من ذاكرة المصريين هذه السمعة البغيضة لزائر الفجر، فقام بزيارة فى الفجر لموقع العمل فى قناة السويس الجديدة، فتفقد أعمال الحفر والتقى العاملين فى المشروع، فأنصت إليهم، وعرف مشكلاتهم، وطلب العمل على حل تلك المشكلات سريعًا، إذ ظل معهم من الخامسة فجرًا حتى العاشرة صباحًا، وقد تناول الإفطار معهم فى لفتة ذكية وموحية من رئيس الجمهورية كما نشرت الصحف أمس.
أمر طيب لا ريب أن يتابع رئيس الجمهورية بنفسه خطوات العمل فى مشروع قومى كبير كهذا لم تطلق إشارة البدء فيه إلا قبل أيام قليلة، لكن الأهم هو محاولة إشاعة ثقافة الانكباب على العمل والانخراط فيه مع مطلع الفجر، أضف إلى ذلك ضرورة التأكيد على فكرة إتقان العمل، ذلك أننا – وبصراحة محزنة – أصبحنا لا نولى هذه الفكرة ما تستحق من اهتمام ورعاية بالرغم من الأهمية البالغة لهذه الفكرة.

أظنك تدرك أن أحد أهم الأسباب التى أدت إلى تطور شعوب أوروبا وشرق آسيا يتمثل فى أن هذه الشعوب أدركت الفضيلة الكبرى لإتقان العمل، فعرفت الطريق الصحيح نحو التقدم والرقى، وأيقنت أنه لا أمل فى الازدهار دون أن يكون المنتج متميزا ومغريًا وبسعر مقبول، كما أعتقد أنك تعلم أننا لا يمكن أن نفصل إتقان العمل عن عشق العمل والانشغال به انشغالا تاما، وهو أمر نحتاجه بقوة.

أهلا بزائر الفجر الطيب.. ولا مرحبا بزائر الفجر الشرير!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة