حتى ولو من باب التفاؤل والتشاؤم، لا يتوقع %99,9 من المصريين أن يستمر الدكتور المهندس محمد شاكر، وزير الكهرباء، صاحب أعرض ابتسامة فى حكومة المهندس إبراهيم محلب فى منصبه الصيف المقبل، وإلا فسينظر كثير من المصريين إلى قرار استمراره فى منصبه على أنه نوع من «الكيد الحكومى» الذى لم نألفه من حكومة محلب أو مزيد من استفزاز المصريين الذين تحملوا الكثير- ومازالوا- من معاناة انقطاع التيار الكهربائى حتى أصبح الانقطاع هو القاعدة وعودة التيار هو الاستثناء، وتمكن الوزير «أبوضحكة جنان» من إخضاع المصريين للعيش فى ظلام دائم طوال أيام الصيف، واستقبل صرخاتهم وضجرهم و«قرفهم» من انقطاع الكهرباء الدائم، بالابتسامة التى لا تفارقه فى كل أحاديثه، وهذا يحسب للوزير فى الحقيقة، فقد علمهم التعود على تجرع «الصبر المر» مستغلا تحمل الناس للأزمة لتفويت الفرصة على «شماتة الأعداء».
لكن هذا بالتأكيد لن يستمر طويلا والصبر له آخر، والأزمة الحالية لا تنذر ببوادر حل حتى الصيف المقبل، فتصريحات الوزير والمسؤولين فى الوزارة عن أزمة الكهرباء هى إعادة إنتاج لتصريحات مسؤولى الكهرباء فى زمن مبارك، فنقص الوقود هو السبب فى الأزمة، تماما «زى جذر البطاطا» فى فيلم الحرام، ولا حلول «خارج الصندوق» لأزمة الكهرباء وهى رسالة غاية فى الخطورة للشركات العالمية وكبار المستثمرين الراغبين فى الاستثمار فى مصر.
والسؤال العادى والبسيط والساذج هو: كيف نخطط لإقامة مشروعات كبرى ونسعى لجذب استثمارات بمليارات الدولارات ونحن لا نستطيع توفير الكهرباء للمنازل ونعانى من نقص فى الوقود للمحطات الكهربائية؟ هل لدى وزير الكهرباء إجابة على السؤال؟! فالاستثمار يحتاج إلى طاقة، فلا استثمار بدون طاقة حقيقية، والقضية خطيرة وتحتاج إلى وقفة حقيقية للخروج من الأزمة الحالية ومصارحة الناس بالواقع، وبخطط الدولة لتوفير الطاقة بالاعتماد على مصادرها المتعددة، والقضية أيضا تحتاج إلى عقول وخبرات مصرية فى الداخل والخارج تستطيع وضع حلول جذرية لأزمة الطاقة فى مصر.
صبر المصريين لن يتعدى حدود الصيف الحالى، ولن يصدقوا أى وعود وأوهام عن حل الأزمة فى الصيف المقبل مثل الذى أطلقها الوزير المبتسم قبل توليه منصبه فى الحكومة الحالية.