(افتح قلبك مع د. هبة يس).. مافيهاش غلطة

الأربعاء، 13 أغسطس 2014 01:07 م
(افتح قلبك مع د. هبة يس).. مافيهاش غلطة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسل (ع) إلى افتح قلبك يقول:
أنا شاب عمرى 30 عاما، من عائلة ثرية وكبيرة، التحقت بالعمل فى السلك القضائى منذ تخرجى، وبالتالى فأنا عريس لقطة بالنسبة لكثير من العائلات، مما جعل أمى تختار ابنة شخص هام يعمل فى السلك الدبلوماسى وهى فى قمة الثقة أنهم سيقبلوننا، وبالفعل وافقوا على بعد ثانى لقاء، واتفقنا على الخطوبة والفرح وكل التفاصيل سريعا، وتمت الخطوبة فى غضون شهر.

خطيبتى خريجة مدارس فرنسية، وحصلت على شهادتها الجامعية من فرنسا، جمالها هادئ وأنيقة جدا، شخصيتها متزنة إلى حد بعيد، وكلامها أكبر من سنها بكثير، أهلها ناس محترمين جدا، فى كل شىء، فى الكلام، فى الملابس، فى الأكل، حتى فى المشية.. محترمين أكثر من اللازم الحقيقة.. وهذه هى المشكلة.

قضينا 7 أشهر خطوبة كان أغلبها عزائم رسمية، وبروتوكولات، ومناسبات يحضرها شخصيات عامة، وعليه فلم أكن أخلع البدل الرسمية تقريبا طوال لقاءاتى بخطيبتى، كما أنى لا أذكر أنى رأيتها يوما بـ"تيشرت وبنطلون جينز"، لأنها دائما ترتدى فساتين سهرة، أو كوكتيل، أو تايورات رسمية فى أبسط الحالات.. كلامنا بصوت منخفض، وفى حدود، أكلنا بالشوكة والسكينة وبأطراف أصابعنا، كنت أعتقد أنهم يتصرفون هكذا لأننا فى مناسبات رسمية، لكنى اكتشفت أنهم يتصرفون بنفس الطريقة حتى فى منزلهم، فعندما يدعوننى إلى الغداء يجب أن يكون ذلك بموعد مسبق، وفى ساعة محددة، ويقدمون الطعام فى الصينى، ونتناوله بالطقم الفضية، ونشرب فى كئوس.

أنا أهلى ناس راقيين والله، ويعرفون الأصول والإتيكيت، لكن ليس بهذه الطريقة الخانقة، فأنا عندما أذهب إلى خطيبتى أشعر أنى دخلت إلى حلقة من أجزاء (ليالى الحلمية) القديمة، التى كان الجميع فيها يلقبون بعضهم بلقب (الباشا).. لا يمكننى الكلام بعفوية، ولا الضحك بصوت عالٍ، ولا حتى المرور على خطيبتى بدون تحديد موعد سابق.

فكرت مرة فى أن أخذها لأرى رد فعلها إذا تناولنا الطعام فى مكان شعبى، ذهبنا إلى الحسين، وشفقة بها عزمتها على (كباب وكفتة) وليس (فتة كوارع) مثلا، فإذا بها لا تعرف كيف تتناول الطعام بدون شوكة وسكينة، وترفض بشدة أن (تضع صباع كفتة فى لقمة) وتأكلهم بأيديها، وقضينا الليلة وهى بتتفرج على الوحش المفترس إلى بياكل بإيديه (يااااااااااى) إلى هو أنا، هى طبعا لم تقل ذلك بلسانها، لكنه كان واضحا جدا فى عينيها.

عدت يومها إلى أمى لأخبرها بأنى لا أريد أن أكمل فى هذه الخطوبة، فأنا مهما تأنقت وتجملت لن أستطيع أن أكون بهذه المثالية والرسمية، أمى رفضت بشدة، وأقامت الدنيا على رأسى، وأرسلت لأخى الأكبر الذى يعيش فى الخارج ليأتى فى زيارة سريعة يلحق فيها أخوه المجنون إلى (بيرفص النعمة).

خطيبتى مافيهاش غلطة، بمعنى الكلمة، ولكنى لا أريدها، لا أرى انى أستطيع أن أكمل حياتى معها، لا أتصور أنى لن أتمكن من الحياة على طبيعتى معها اذا أصبحت شريكة حياتى، وتعيش معى ليل نهار.. أنا غلطان؟.

وإليك أقول:
لا أنكر أنى (عشت الجو) وأنا أقرأ رسالتك، وشعرت بالفعل أنى أعيش داخل ذلك المسلسل، وأشعر بالفخامة والرسمية والتأنق ال (فوق العادة)، سبحان الله.. هو فعلا فى كدة.

أنا أعرف أن حياة السفراء والدبلوماسيون تحديدا تكون مختلفة فعلا، حتى عن حياة الوزراء أو بقية المسئولون والشخصيات المهمة، لأنهم طوال الوقت يتحركون (كما يقول الكتاب)، لأن كل حركة وكل كلمة وكل نفس يكون محسوبا عليهم، لكنى كنت أعتقد مثلك أنهم لا يستمرون هكذا فى بيوتهم أيضا، فعلى من يتأنقون، ولمن يحسبون حسابا حينها.. ما علينا..
أنا رأيى من رأيك، لهذا رجاء لا تخبر والدتك أنى أيدتك ووافقتك، فربما تفكر فى أن تقوم لى بزيارة مفاجئة أو شيئا من هذا القبيل، فالهدف الأول والأساسى من الزواج وفتح البيوت هو السكن والألفة والراحة، لهذا لا يمكن أن تعوضك مميزات الدنيا عن فقدانهم فى بيتك، فقد تكون خطيبتك فعلا بنت ناس ومافيهاش غلطة كما تقول، لكنها ليست هى المناسبة لك، أو لنكون منصفين لست أنت المناسب لها، فقد تظل هى بالنسبة لك سندريلا التى تحفظ نفسها فى (فاترينة) طوال الوقت، وربما تظل أنت بالنسبة لها ذلك المخلوق الغريب الذى يأكل بيديه ويضحك بصوت عالى أحيانا.

ولكن نصيحة منى.. لا تخبر أحدا بسبب تركك لخطيبتك هذا، فلا أحد سيقتنع بما تقول، وأغلب الظن أنك ستحصل على لقب (مجنون رسمي) بجدارة، فالزواج أصبح صعبا، وبنات الناس أصبحوا قلة، والدنيا لم تعد بهذا الرقى والمثالية التى تتحدث عنها.
اذهب وابحث عن (بنت ناس) أخرى، ولكن احرص على أن تشبهك هذة المرة، فلن يعيش معها غيرك، ولن يعاشرها سواك، فلا تتخلى عن احساسك بالراحة تجاهها مهما حاول اقناعك الآخرون بأى شىء آخر.

الصفحة الرسمية للدكتورة هبة يس على الفيس بوك:
Dr.Heba Yassin









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة