ناصر عراق

هؤلاء حكماء مصر «1»!

الأربعاء، 13 أغسطس 2014 07:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أن يذهب ذهنك بعيدًا، وتسأل نفسك من هم هؤلاء الحكماء؟ وهل فيهم فلان أو علان؟ أود أن أخبرك أننى أتحدث عن حكماء ومفكرى مصر قبل أربعة آلاف عام تقريبًا، وليس الآن.
أجل.. كانت مصر منذ القدم تنجب العديد من المفكرين والحكماء الذين كانوا يتأملون الكون وما يحتويه من مظاهر طبيعية وتقلبات مناخية، وكانوا يمعنون التفكير فى المجتمع ونظم الحكم وكيفية تحقيق العدالة، والسبل السليمة لمواجهة الظلم، وكان هؤلاء المفكرون والحكماء هم أول من اهتدوا إلى أن وراء خلق هذا الكون إله عظيم يحب العدل ويكره الظلم، ومن أشهر آلهة المصريين «ماعت/ إله العدالة»، «رع/ إله الشمس»، و«أوزير/ إله الخضرة/ الزرع»، وقد توصل أولئك الحكماء والمفكرون إلى فكرة مدهشة، وهى أن هناك محاكمة لكل إنسان بعد الموت، فإذا كانت أفعاله خيرة وسلوكه طيب مع الآخرين وقراراته عادلة فسينعم بالدخول فى مملكة السماء – أى الجنة - وإذا كان شريرًا أضر الناس وظلمهم تلقى العذاب فى الحياة السفلية ومن ضمنها «عذاب القبر»، كل هذا قبل أن تتنزل الرسالات السماوية على الأنبياء موسى وعيسى ومحمد، عليهم أفضل الصلاة والسلام.
«بتاح حتب» هو أقدم حكماء المصريين - والعالم كله - الذين عرفنا اسمه ومنصبه وزمنه، فقد كان الوزير الأول للملك «إسيسى» أحد ملوك الأسرة الخامسة فى القرن السابع والعشرين قبل الميلاد – أى منذ نحو 4700 عام – حيث يقول فى نصائحه – أى حِكَمه – لابنه الذى سيساعده فى مهام منصبه بعد أن بلغ الوزير من العمر أرذله.. يقول بتاح حتب مخاطبًا ولده: «لا تكونن متكبرًا بسبب معرفتك، فشاور الجاهل والعاقل لأن نهاية العلم لا يمكن الوصول إليها، وليس هناك عالم بلغ فى فنه حد الكمال»، ثم ينبهه إلى ضرورة احترام رئيسه فى العمل الحكومى حتى لو لم يكن من أصول رفيعة، إذ يؤكد: «إذا كان رئيسك فيما مضى من أصل وضيع فعليك أن تتجاهل وضاعته السابقة واحترمه طبقا لما وصل إليه».
غدًا نواصل التعرف على حكماء مصر العظماء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة