على درويش

دموع السعادة

الخميس، 14 أغسطس 2014 01:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إلهى أحديتك فى قلبى تقوينى، تقوى كلى، تقوى روحى وتضىء وجدى بأنهار من الأنوار، وتبزغ فى سماء عبوديتى «الرحمن الرحيم» فتدلنى على: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين». اطمئن، وتشملنى الغبطة وأسكن فى أنوار محيطات أحاديث الرسول الخاتم الحبيب الرؤوف الرحيم، أحاديث الرسول صاحب الإسراء والمعراج، تجعل الضرير مبصرا، وتسمع الأصم الحكمة البالغة، «أن الله أحد صمد». ينتشر الرضا فى ربوع روحى. إنه الله العلى القدير الذى إليه نلجأ. إنه الدائم الذى لا يتغير ولا يتبدل. إنه القوى الذى لا يضعف والغنى الذى لا يفتقر، العاطى الوهاب فلا خوف من شىء ولا من كائن ظاهر أو خفى. الكل يرفع يديه طالبا منه كل شىء. الرحمة والنور والغنى والعلم بعض عطاياه. ثم تأتى المشاهدة الكاملة - رباه أنت الكمال المطلق، لا يحيط بك شىء ولا كائن، أنت تحيط بكل الوجود الذى هو من فيضك - وعند المشاهدة يكون العطاء الملكى «جنة عرضها كعرض السماوات والأرض»، إن يوم التجلى الأعظم يوم «لا ظلم اليوم»، يوم السعادة، حيث يذهب أهل النور إلى النور ويذهب أهل النار إلى النار.

ربى ومعشوق روحى أنت السرمدى خالق الأكوان والعوالم وخالق الإنسان الذى يحمل النفخة القدسية التى تخبو بسبب الذنوب والتى تتجلى وتسجد السجود الحق عند المغفرة وتكسر قيود الشهوات القادمة من ظلمات النفس وشرورها، فالمغفرة هى الوقود المحرك للنفخة القدسية فترفع الإنسان إلى أعلى وترتفع هى ممجدة ربها ومنشدة أناشيد الحب والوفاء. الكل يطلب المغفرة والعاطى الوهاب لا يبخل على التائبين المخلصين الصادقين الذين عرفوا وفهموا وأدركوا «أنه قول جد وليس بالهزل». فهذا الفهم جعل السماء تصفو والقلب ينبض وينضم إلى النفخة القدسية وتفيض العين بالدمع الطاهر والله «لا يعذب من فاضت عيناه من خشية الله»، إنها دموع السعادة دموع الجنة. الله ربى ولا غيرك ربى، قربنى لا تبعدنى، «خذنى إليك منى وارزقنى الفناء عنى»، آمين، آمين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة