كان يقف فى محله وأمامه زبون مستسلم للمقص.. عندما دخل عليه رجل خمسينى.. ألقى السلام ورحب به صاحب المحل. وبعد السؤال عن الأحوال قال الرجل الخمسينى غاضباً: دول ناس جهلاء.. أنا بحثت فى هذا الموضوع وتوصلت إلى نتائج مهمة فى البرهنة على وجود عذاب القبر، ومن ينكرونه جهلاء ومغرضون يريدون هدم كل حاجة.. وأردف للتأكيد: حتى عذاب القبر مش عاوزين يعترفوا به.
تدخل رجل كان ينتظر فى ركن المحل يقلب فى شاشة الموبايل: طبعاً مش سايبين حاجة فى حالها.. ولا الراجل اللى بيبيح للخطيب التجسس على البنت قبل الخطوبة وهى فى الحمام.. وعلق: قليل الأدب.
رد الرجل فى الركن: بس دى فتوى قديمة.. رد: قديمة ولا جديدة.. بس ميصحش.
عاد الرجل الخمسينى متحدثاً بحماس: اللى يقف كده ويعمل حمام وهو واقف، هيتعذب ودا مؤكد. وعذاب القبر أكيد أكيد..
سأله صاحب المحل بخوف: فعلاً يعنى لازم الواحد يقعد؟.. موضوع الخلاء دا بحر واسع مش أى حاجة كده. دا علم بس الجهلا بقى.
وانتبه الرجل الخمسينى للموبايل فى يد الرجل فى الركن وسأله: إيه الموبايل دا.. تاتش.
رد بيقين: آه حلو قوى صينى بس فيه كل حاجة أحسن من السامسونج. نت وفيس وباتابع فيه كل حاجة.
وعاد الرجل الخمسينى ليقول: عامل إيه فى الكهربا.. أنا جبت مولد هندى بس حلو وما بياخدش بنزين كتير.
رد الرجل من الركن البعيد: آه دا فيه جهاز بيشحن وبيشتغل 6 ساعات ويشغل كل حاجة ممتاز..
سأله الرجل الخمسينى: هندى برضه؟
رد: فى منه هندى وتايوانى وصينى أنواع، بس الهندى أحسن وأرخص.
وسأل صاحب المحل الرجل الخمسينى: بنتك دخلت كلية إيه؟
قال له: جايبة 96 فى المية، ودخلت فنون تطبيقية، ونجحت فى القدرات.
عاد ليسأل: قسم إيه؟
رد: فيه عمارة وديكور ونحت وهى كلية ليها مستقبل.
قاطعه مبتسماً: بلاش النحت دا حرام وتماثيل وأصنام.
كان صاحب المحل يقلب فى التلفزيون وتوقف على قناة تعرض تقريرا عن أبحاث تجرى للبحث عن غاز ثانى أكسيد الكربون على المريخ. فعلق الخمسينى ساخراً: الناس دى فاضية؟ مريخ إيه وبتاع إيه. بيدوروا على سكان فى الكواكب التانية، تاعبين نفسهم فى الفاضية.
نعيماً.. أنهى الرجل حلاقته وانصرف وأخرج الرجل الخمسينى عدة الحلاقة الخاصة به، ومن بينها موس يستخدم لمرة واحدة. سأله الرجل: صينى؟! رد باستنكار: لا يابانى.