سأل الوزير خالد عبدالعزيز خلال تفقده لمستشفى الطب الرياضى بمدينة نصر عن أحوال «المركز» فكان الرد غريبا وعجيبا!
قال المسؤول: إحنا السنة دى حققنا دخل بلغ 1900 جنيه.. نعم سيدى القارئ ما قرأته صحيح.. ألف وتسعمائة جنيه يعنى مش ألفين.
سأل الوزير مرة أخرى: ماذا تحتاج للتطوير؟ قال المسؤول: أولا التجديد لمدام عزيزة سنة.. وعلى ما أظن سيدى القارئ يمكنك الاكتفاء بهذه الإجابة، بدلاً من صدمك بباقى الإجابة.
هذه هى حالة المركز الرئيس للطب الرياضى، فى المحروسة، ولم لا وكل ما يقطن دور العلاج الطبيعى بالمبنى العتيق بميت عقبة أصبح قديما بما فيه الكفاية!
ذكرنى هذا الحديث بالدكتور حسام الإبراشى، واحد من القلائل الذين تمرسوا فى هذه المهنة «التأهيل الرياضى»، بل كان مديرا عاما لو ذكرنا المسمى الوظيفى، بالإضافة لكونه أحد أهم من يعيدون اللاعبين للملاعب دون ضجيح، فهو إخصائى التأهيل لمنتخبنا الوطنى كما هو معروف، قال لى: لابد من ثورة فى الطب الرياضى، وإن كل الوسط، يقصد المؤهلين، ينتظرون خيرا من وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبدالعزيز.
كتبنا كثيرا.. ونقلنا من قبل شكوى د. حسين ثاقب، أحد خبراء الطب الرياضى المبعدين، لأنه عالم، لكن يبدو أن هناك جديدا!
ظهر د. أحمد بكرى سليم، عضو الأكاديمية الأمريكية لطب الأسنان الرياضى خريج جامعة سان أنطونيو بولاية تكساس الأمريكية، ليقدم مشروعا متكاملا للتحديث يتسوعب الخبرات التى تحدثنا عنها مثل د. إبراشى.. ود. ثاقب، بالإضافة لحماسة الشباب المستنير.
د. أحمد أكد لى أنه يملك مشروعا يمكن من خلاله الاستفادة بخبرات مثل د. حسام الإبراشى الذى قال عنه إنه يملك رؤية وهدفا، ود. ثاقب، بل بآخرين، سواء مصريون أو أساتذه «بروفيسورات» أجانب أيضا.
قال د. أحمد هناك البروفيسور «فاديا» الأب الروحى للطب الرياضى فى أمريكا.. والسويدى جونسون، بالإضافة لجامعة طوكيو الذى طلب رئيس قسم طب الأسنان الرياضى بها عمل توأمة مع مصر.. فقلت لمحدثى: أرجوك ليس الآن خلى الطب الرياضى مستور!
الحديث امتد إلى أن التطوير يوفر 22 مليون جنيه تصرف على العلاج والتأهيل فى الخارج، %96 منها من نصيب «الحبايب» فى ألمانيا!
المهم تواصل الحديث عن أساتذة وأجهزة لا تصلح الفرق الأندية بدون وجودها، مثل جهاز القلب الذى كان يمكن لو فرض وجوده أن ينقذ نجما مثل محمد عبدالوهاب، ظهير الأهلى الدولى، وعلشان ما حدش يسخر، لو كان ليا عمر، لكن على الأقل كانت الاستعدادات ستكون موجودة فى أرض الواقع.
الـ22 مليون جنيه، ربما لا يحتاجها مشروع تطوير الطب الرياضى، الذى يمكن من خلاله أن يصبح صافى ربح «مركز» واحد.. هو مستشفى مدينة نصر 2.4 مليون جنيه فى السنة الأولى بعد صرف كل الاحتياجات يعنى صافى.. مركز واحد.. أول سنة!
الآن ننتظر أن تتم دراسة مشروع التطوير، قبل الفصل فى التجديد سواء لمدام عزيزة التى قد يكون وجودها ضروريا، أو أى ممن ظلوا سنوات على كراسيهم خلف مكاتبهم والطب الرياضى محلك سر!
الأزمة.. أن الوزارة يجب أن تعفى «الكبار» وتتشرف بوجودهم بكامل مخصصاتهم، لكن نبدأ فى إعطاء الطب الرياضى لخبازه، ومن ناحية تانية.. آن أوان الاهتمام بالدراسين بالخارج، خاصة عندما يقول لك أحدهم: د. أحمد قادر على تحويل مستشفى الطب الرياضى بمدينة نصر إلى نسخة من «آسباير» القطرية معروفة المستوى بسبب الخبرات الأجنبية، فما بالنا أن يحدث هذا فى مصر بالمصريين.. ونوفر العملة الصعبة والسهلة كمان!
فهل ننتظر فى قريب الأيام فتح هذا الملف وأن نرى مستقبلا جديدا لمنظومة تهم التقدم الرياضى المنشود؟!
أم تظل حالة «قدماء المؤهلين» مسيطرة على الحالة الطبية الرياضية، وكأنها لن ترحل عنا إلا عندما تحول منشآت الطب الرياضى إلى معابد مثل معابد أجدادنا الفراعنة.. بس هانسجل عليها عبارة: «اوعوا تعملوا زى دول»!! إذا كان لكل صدمة ربما ما يمكن أن يخففها، فإن حديث د. أحمد سليم معى تخلله أثناء سؤالى عن حكاية طب الأسنان الرياضى حقيقة أعتبرها مهمة جدا، ومن ناحية أخرى لطيفة، أو تبعث على الابتسام وهى أن حالة سواريز «العضاض» تمت دراستها، وأن د. أحمد يفكر فى أن يرسل «الفيفا» بشأن «العضاض» ليؤكد للاتحاد الدولى لكرة القدم أن سواريز «يعض» لأنه مريض يحتاج طبيب أسنان رياضيا، وآخر نفسيا.. والشفاء مضمون.. افرح يا «عضاض».. عقبالنا يا معالى الوزير.