آراء الحاج عبدالحميد دائما بسيطة ونافذة، هو قليل الكلام ويضيق صدره من الكلام الكبير، لا يشاهد التلفزيون إلا نادرا، ينتقل مؤشر الراديو عنده بين إذاعتين فقط، هما القرآن الكريم والبرنامج العام، كان يستمع إلى إذاعة لندن فى الماضى، ولكنه كرهها بسبب معالجتها لضرب العراق، كنا نذهب إليه فى بيته الجميل على أطراف قريته لكى نشم رائحة الطيبة والصفاء، لا يعمل بالسياسة ولكنه كان عضوا فى الحزب الوطنى لأسباب تخصه، لم يكن محتاجا لأن يكون عضوا، أولاده جامعيون ناجحون، خفيف الظل، ويسب الذين يحبهم فقط، كان إذا ذكر اسم مبارك يقول السيد الرئيس، وإذا ذكر اسم نجله قال جمال بيه، فى ليلة شتوية سنة 2009 احتدم النقاش بيننا حول التوريث والأحوال بشكل عام.
صديقنا محمود الذى انضم إلى الإخوان فيما بعد كان يعتبر وصول الابن إلى الحكم ضروريا، وكان يدافع عن رأيه بعصبية، الحاج السبعينى رفع يده وقال بقسوة لا تتسق مع شخصيته المسالمة «لو السيد الرئيس لا قدر الله مات حنبعت جمال بيه معاه»، لم يكن منزعجا فى البداية من وصول الإخوان إلى الحكم، وكان يقول عليهم «بتوع ربنا ونديهم فرصة»، وساعدهم فى الانتخابات، وكان يستمع إلى تحذيراتنا وكلامنا عنهم وهو صامت، بعد أحداث الاتحادية اتصل بنا جميعا وقال جملة واحدة «مش نافع»، وأصبح كل همه استرداد ختم النسر منهم، رأيه فى السيسى هو «من جهة إنه كويس.. هو كويس»، الحاج عبدالحميد سافر فى العيد.. الله يرحمه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
hassan badawy
تحية للكاتب الجميل