ناصر عراق

الجهل المسلح فى شوارع القاهرة!

الأحد، 17 أغسطس 2014 03:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تتوقع أن يؤدى الإخفاق التام الذى منيت به جماعة الإخوان الإرهابية فى نشر الفوضى فى ذكرى فض اعتصامى رابعة والنهضة، إلى أن تراجع نفسها وتعيد تقييم تجربتها المُرّة مع الشعب المصرى ودولته المستقرة منذ 7000 عام؟

إن إشعال حريق هنا أو تدمير أتوبيس هناك، أو زرع قنبلة موقوتة فى محطة مصر.. أو استعراض حفنة من الشباب الجاهل لأنفسهم وهم ملثمون يتوعدون.. كل هذه الأعمال الإجرامية وغيرها لن تؤتى أكلها على الإطلاق فى هز أركان الدولة كما يعتقدون، مادام الشعب فى مجمله لا يناصرهم ولا يؤيدهم.

المشكلة فى جماعة الإخوان وتيارات الإسلام السياسى بشكل عام، أن هذه وهؤلاء يجهلون تمامًا طبيعة الشعب المصرى وتاريخه العريق، فهو أول شعب فى العالم ابتكر مفهوم الدولة المركزية ذات الحكومة القوية لتنظم له حياته وتوزع الخيرات بين الناس بالعدل، ذلك أن وجود نهر النيل أثرى الحياة المصرية، وأصبح هناك ضرورة قصوى لتنظيم مياه النهر، وتوزيعه بالعدل على الجميع، الأمر الذى استوجب أن يبتكر المصريون فكرة الدولة المركزية القوية التى تفرض الانضباط، وتحقق العدالة حتى لا يجور القوى على الضعيف.

لو قرأ أصحاب الجهل المسلح الذين حاولوا تعكير صفو الملايين قبل يومين.. لو قرأوا تاريخ مصر منذ عهد مينا موحد القطرين قبل نحو 5000 سنة، لأدركوا أنه ما من جماعة أو حزب أو تيار استطاع تدمير جهاز الدولة أو إسقاط حكومة، إلا إذا كان الشعب كله منحازا لأفكار هذه الجماعة ومؤيداً لها.

خذ عندك بعض النماذج المهمة فى العصر الحديث.. أيد الشعب كله ما فعله عبدالناصر حين طرد الملك فاروق، والشعب كله خرج بالملايين لطرد حسنى مبارك، والشعب كله خرج بالملايين لطرد مرسى.. إذن لن يجنى الإخوان وحلفاؤهم من جهلهم بالمصريين سوى البغض الشديد من الشعب، وسوى المزيد من التنكيل والسجن بسبب غبائهم التاريخى وجرائمهم المتكررة.

لكن.. السؤال المهم.. ماذا فى جعبة الدولة من خطط لمواجهة الأفكار المشبوهة لجماعات الإسلام السياسى، حتى لا نرى الجهل المسلح يتسكع فى شوارع القاهرة؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة