أخطأ رجب طيب أردوغان عندما أطلق على حزبه بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الأحد الماضى فى تركيا "وجه تركيا الضاحك"، بل يبدو أن وجه تركيا لن يرى الضحك لفترة مقبلة، حيث بدأت أنقره عهد جديد من الديكتاتورية المعلنة بعد أن استطاع رئيس الوزراء السابق الاستئثار بالسلطة ليقضى على أحلام الأتاتوركيين فى دولة أروبية متطورة ديمقراطية، وتختلف الفترة المقبلة فى حكم تركيا عن سابقتها بأن القناع الذى كان يرتديه أردوغان لتصدير صورة البطل المدافع عن حقوق الإنسان قد سقط وفكرة العثمانيين الجدد قد ولت، حيث خسر السياسى التركى الكثير من رصيده فى المنطقة العربية بعد أن تدخل فى شئون الآخرين وظهرت رغبته فى السيطرة على المنطقة من خلال تحالفه مع تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابى.
الانتخابات الرئاسية فى تركيا كشفت طمع أردوغان فى السلطة وبدلا من أن يترك السلطة بسلميه لمن يختاره الشعب التركى بحريته راح يلعب بالقوانين ليضمن عقب خروجه من رئاسة الوزراء بالجلوس على كرسى الرئيس، والكشف عن نواياه برغبته فى تحويل النظام التركى من برلمانى إلى رئاسى ليضمن أن تبقى مقاليد الحكم فى يده وحده دون منازع.
وحملت أول تصريحات للرئيس الفائز خبايا نواياه بالسعى خلال العام المقبل لتغيير النظام السياسى فى تركيا إلى نظام رئاسى، مؤكدا أن هدفه فى الفترة المقبلة هو أن يحصل حزبه العدالة والتنمية على أغلبية فى البرلمان المقبل، يمكن من خلالها إجراء التعديلات الدستورية اللازمة بما يضمن تحويل النظام لرئاسى.
أما الصدمة الكبرى جاءت من خلال حديث أردوغان عن الطريقة المثلى لتعامله مع المعارضة التركية خلال المرحلة القادمة، فبدلا من أن يطبق مانصح به غيره من قواعد الحوار الوطنى قال صراحة أنه لن يكون لديه وقت فى المرحلة المقبله للقاء زعماء المعارضة كثيرا، ضاربا عرض الحائط بكل ماصدع به الآخرون من أسس الديمقراطية، وراح يملى شروطه على المعارضة التركية بل وتهديدها بأنه إذا وجه لهم الدعوة ورفضوها فلن توجه أى دعوات بعد ذلك، ليضع بذلك الرئيس التركى أسس للديموقراطية الجديدة فى بلاده.
وبدأ الرئيس التركى الجديد التفرغ لإقصاء منافسيه السياسيين وتقريب أهل الثقة حيث يعمل حاليا لقطع الطريق على عودة رئيس الجمهورية الحالى عبد الله جول، الذى تنتهى ولايته فى 28 من الشهر الجارى، إلى الحزب والحكومة، وليس خفى على أحد وجود خلاف رؤى قوى بين أردوغان وغل وظهر جليا عندما انتقد الأول تقديم الرئيس التركى تهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسى بفوزه بالرئاسة وأعتبر أردوغان أن هذا تصرف غير مقبول من رئيس تركيا، حيث يتوقع المراقبون أن يلجأ الرئيس الفائز أردوغان لتعيين وزير الخارجية أحمد داود أوغلو كرئيسا للوزراء ولقيادة الحزب لإجهاض أى نوايا لغل للعب دور سياسى قوى فى الفترة المقبلة.
أما مظاهر الديكتاتورية لأراد غان فظهرت جليا من خلال سعيه مؤخراً لإطلاق أسمه على معظم المشاريع الجديدة وعلى رأسها مشروع مطار إسطنبول الثالث، الذى جرى البدء فيه قبل شهرين ليكون أكبر مطار فى العالم، سوف يحمل اسم إردوغان، وهو الأمر الذى بدأ الأتراك يظهرون ضجرهم منه حيث نشرت صحيفة «سوزجو» التركية المعارضة قائمة بأشهر المشاريع التى حملت أسمه منها استاد إردوغان (إسطنبول) وعبَّارة إردوغان (إسطنبول)، وسد إردوغان (ارتفين)، وجامعة إردوغان (ريزا)، وخطوط ترام إردوغان، واتهمته بسعيه أن يصبح السلطان رقم 37 لتركيا خلفا للسلاطين العثمانيين الـ36 السابقين، إلا أن عصر الدولة العثمانية مضى وسيدرك أردوغان ذلك بعد فوات الآوان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
م م م
يكفى نفخ فى النار
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد حمدى
فعلا شعب أقرع و نزهى !!!!!!!!!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
ماجد
حضرتك ............. مريضة
عدد الردود 0
بواسطة:
فؤاد صبري فؤاد التوشكاوي
تعليق على رقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي
مع الاحترام لكل التعليقات